يتحدد أول أطراف نصف نهائي كأس ولي العهد مساء اليوم، عندما يلتقي الأهلي والنصر على ملعب الأول، في مستهل مواجهات دور الثمانية من المسابقة. مباراة مثيرة وأشبه بالنهائي الباكر، كونها تجمع أقوى المرشحين لنيل اللقب، لذا سيكون الصراع على أشده بين الطرفين، خصوصاً أن الفائز سيضع قدماً في النهائي، عطفاً على سهولة المواجهة في دور الأربعة، إذ يقابل الفائز من مباراة القادسية والرائد، وكلاهما يقل بكثير عن مستوى النصر والأهلي. مشوار الفريقين في دور ال16، لم يكن صعباً، فالنصر اتخم شباك مضيفه التعاون بأربعة أهداف في مقابل هدفين، وكذلك الأهلي سحق ضيفه الشعلة بأربعة أهداف في مقابل هدف. الأهلي يتحصن بالأرض والجمهور بحثاً عن تعويض أنصاره عن اخفاقات الدوري، والمهمة لن تكون سهلة خصوصاً أن الخصم يملك الطموحات ذاتها، وسيبذل المدرب التشيخي غاروليم قصارى الجهد، لإعادة ترتيب أوراقه من جديد، بعد أن فقد الفريق توازنه منذ خسارة النهائي الآسيوي، وتبدو الفرصة مواتية جداً للتشيخي لتعديل أوضاع فريقه، فالفوز في مباراة الليلة يعني التأهل للنهائي بنسبة كبيرة جداً، والكتيبة الخضراء مزدحمة بالأسماء الثقيلة جداً، سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو المحترفين الأجانب، إذ يملك قوة هائلة في منتصف الميدان، بوجود تيسير الجاسم ومعتز الموسى وكذلك وليد باخشوين، إضافة إلى الخطورة البالغة التي يشكلها ثنائي المقدمة البرازيلي فيكتور والعماني عماد الحوسني، وان كان الأخير فقد بريقه في الآونة الأخيرة وبات على مشارف مغادرة صفوف الفريق في فترة التسجيل الثانية. الفريق الأهلاوي من أكثر الفرق تكاملاً على مستوى العناصر، فجميع خطوطه تمتلك الأسماء البارزة، إلا أن مستوى الفريق في الفترة الأخيرة لا يعكس قوة وخبرة اللاعبين، ومتى ما أحسن التشيخي غاروليم تسخير إمكانات لاعبيه على أرض الميدان، ستعود هيبة الأهلي وسيكون قريب جداً من تحقيق البطولات كافة. وعلى الضفة الأخرى، يدخل النصر بنشوة المستويات اللافتة التي ظهر بها أخيراً، وباتت جماهيره تتطلع إلى عودة فريقها لمنصات التتويج بعد غيبة طويلة، المدرب الأوروغوياني كارينيو نجح كثيراً في ترتيب الأوراق الصفراء، وصنع فريقاً قوياً جداً، ومؤهلاً إلى تحقيق أفضل النتائج، إذ يجيد التعامل مع مجريات كل مباراة على حدة، إضافة إلى القراءة الرائعة لأوراق الخصوم، ما جعل الأفضلية الميدانية في معظم المواجهات تصب في مصلحة الكفة الصفراء. النصر يعيش أفضل أحواله الفنية، ومعنويات لاعبيه مرتفعة جداً، وسيسعى جاهداً إلى تتويج مستوياته ببلوغ النهائي وخطف اللقب، بعد أن أخفق في الموسم المنصرم، اثر خسارته لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الأهلي، وتمتاز الخطوط الصفراء بالحماسة والقتالية طوال ال90 دقيقة، بفضل وجود العناصر الشابة إلى جانب بعض لاعبي الخبرة، إذ يشكل إبراهيم غالب وشايع شراحيلي وخالد الزيلعي وعبده عطيف قوة حقيقة في منتصف الميدان، وان كان غياب المصري حسني عبدربه للإصابة، سيكون له بالغ الأثر على عطاء خط الوسط فهو لاعب متمكن من صناعة اللعب وتسجيل الأهداف، وتنفيذ الكرات الثابتة بكفاءة عالية، فيما سيحمل محمد السهلاوي والإكوادوري أيوفي على عاتقهما مسؤولية الاستفادة من الفرص التي ستتاح أمام مرمى الخصوم، خصوصاً أن الفرصة الضائعة يصعب تعويضها في مثل هذه الموجهات. الهفوات الدفاعية أكثر ما يقلق عشاق الأصفر، وان كان رباعي المؤخرة تفوق على إمكاناته الفنية في المباريات الأخيرة، وقدم مستويات جيدة، وسط تألق الحارس الشاب عبدالله العنزي، الذي يعود مجدداً إلى حماية العرين الأصفر بعد أن غيبته الظروف العائلية عن المباراة السابقة أمام التعاون.