تدخل منافسات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال اليوم الثاني في نسختها لهذا الموسم، وذلك بإقامة مواجهتين في ذهاب دور ال8، إذ يلتقي الشباب والنصر، فيما يحل الفيصلي ضيفاً على الأهلي. الشباب – النصر مواجهة ساخنة جداً في ظل الطموحات العالية لكلا الطرفين، وستكون معتركاً مثيراً، ودائماً ما تكون مباريات الدورين لها حسابات مختلفة لدى المدربين، إذ يزداد الحرص في مباراة الذهاب للضيوف، سعياً إلى تأجيل الحسم، فيما يرمي أصحاب الدار بكل أوراقهم في محاولة للظفر بالفوز بأكثر عدد من الأهداف، من أجل الذهاب إلى مباراة الرد بجملة من الفرص، ودائماً ما يكون التعادل الإيجابي بمثابة الفوز للفريق الزائر. «حامل اللقب» فريق الشباب في النسختين الأولى والثانية، والمنتشي بتحقيق دوري «زين» قبل أيام عدة، يتطلع إلى مواصلة العنفوان ووضع قدماً في نصف النهائي، والمدرب البلجيكي برودوم هو الآخر يتطلع إلى إنجاز جديد له مع «الليث»، لذا سيسعى برودوم إلى استثمار معنوية لاعبيه بالشكل المناسب وتجاوز المنعطف الأول نحو الأدوار الأهم، ولدى المدرب العديد من الأسماء ذات الوزن الثقيل والثقيل جداً، إذ يمثل البرازيلي فرناندو قوة جبارة في منتصف الميدان على الصعيدين الهجومي والدفاعي، وبات موسيقار الخطوط كافة، إلى جانب حيوية أحمد عطيف ومهارة البرازيلي ويندل صاحب القدم القوية، والتعامل الرائع قرب مناطق الخصم، فيما يمثل ناصر الشمراني بمفرده قوة هجومية، يصعب الحد من خطورتها، ويمتاز الشمراني بالحضور اللافت في المباريات الكبيرة والحاسمة. وعلى الطرف الآخر، يسعى النصر جاهداً إلى تعويض جماهيره عن سنوات الغياب الطويلة عن منصات التتويج، والظهور بصورة مختلفة في المسابقة الكبرى، والإدارة الصفراء رصدت ربع مليون لكل لاعب مهراً لكأس البطولة، كما أن المدرب الكولومبي ماتورانا حرص في الجولات الأخيرة من الدوري إلى إراحة العديد من العناصر الأساسية من أجل ادخارهم للمسابقة الأخيرة، ويدرك ماتورانا أن الخصم يتفوق كثيراً على فريقه، لذا لن يتردد في تكثيف مناطق المناورة بأكثر عدد من اللاعبين لتضييق المساحات في منتصف الميدان، وعدم إعطاء لاعبي الشباب فرصة التحرك واستعراض المهارات الفردية، وفي معظم الأحيان يكون الحضور الأبرز لمحمد السهلاوي والجزائري الحاج بوقاش وسعود حمود، وعلى رغم الترشيحات التي تصب في الكفة الشبابية، إلا أن النصر يظل فريقاً كبيراً وقادراً على العودة في أعتى وأصعب المواجهات. الأهلي - الفيصلي يتطلع الأهلي إلى تسجيل بداية قوية صوب المحافظة على اللقب، ولن يلتفت مدربه التشيخي غاروليم إلى أي اعتبارات قبل صافرة البداية، كون الترشيحات الكبيرة التي تعطي فريقه أحقية التجاوز بسهولة، قد تتسبب في تهاون اللاعبين، والوقوع ضحية الثقة الزائدة. الأهلي تجاوز كبوة خسارة رهان الدوري، وعادت خطوطه إلى تقديم أفضل المستويات، وظهر ذلك جلياً في مباراة النصر الإماراتي الأخيرة في الاستحقاق الآسيوي، ومتى ما واصل اللاعبون ذات الحماسة والقتالية، فلن تكون المهمة صعبة في إنهاء حسابات التأهل إلى نصف النهائي قبل مباراة الرد، ويمتاز الفريق الأهلاوي بالقوة الهائلة في الشق الهجومي، بقيادة الرائع البرازيلي كماتشو في منتصف الميدان كصانع لعب، ومنفذ بارع جداً للكرات الثابتة، إلى جانب مواطنه المهاجم فيكتور سيموس، كما أن عبدالرحيم جيزاوي قدم نفسه بصورة لافتة في المباريات الأخيرة، وبات غاروليم يعتمد عليه كثيراً. وعلى الضفة الأخرى، لن تتجاوز طموحات الفيصلي العودة بنتيجة إيجابية، وتأجيل الحسم إلى مواجهة المجمعة، والمدرب الكرواتي زلاتكو من خيرة المدربين في التعامل المنطقي مع إمكانات اللاعبين، وكذلك القراءة الباكرة لخطوط الخصوم، ومن المنتظر أن يسعى إلى السيطرة على مكامن القوة في الفريق الأهلاوي، قبل التفكير في كيفية الوصول إلى شباك الحارس ياسر المسيليم، ودائماً ما يكون الاعتماد على الهجمات المرتدة في المباريات الكبيرة، إذ يجيد السوري وائل عيان والأردني عامر ذيب وبدر الخراشي نقل الهجمة السريعة نحو مرمى الخصم، ومتى ما وضع الفيصلي يده على نتيجة التعادل، ستكون حظوظه كبيرة في إحداث المفاجأة وإقصاء البطل.