اختتم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارته للجزائر أمس في مدينة تلمسان (غرب البلاد)، بعدما ألقى قبل الظهر خطاباً أمام البرلمان، بغرفتيه، في بنادي الصنوبر (غرب العاصمة) أقر فيه بأن الاستعمار الفرنسي للجزائر، والذي استمر 132 عاما، كان «مدمراً وعنيفاً»، لكنه امتنع عن تقديم اعتذار كامل. ووقّعت الجزائر وفرنسا مجموعة اتفاقات على هامش زيارة هولاند. وكانت حشود شعبية في استقبال الرئيسين الفرنسي والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في تلمسان. إذ استُقبلا بالرقصات الشعبية والأغاني والخيالة الجزائريين الذين كانوا يطلقون النار في الهواء في حين مشى الرئيسان وسط المواطنين في مدينة تلمسان. واختُتمت الزيارة مساء بعد حديث للرئيس الفرنسي أمام طلاب جامعة تلمسان، ومؤتمر صحافي تحدث فيه عن نتائج محادثاته مع المسؤولين الجزائريين. وقبل انتقاله إلى تلمسان، افتتح هولاند ندوة اقتصادية في العاصمة الجزائرية مع الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال شارك فيها نحو 40 من رجال الأعمال الفرنسيين والجزائريين. وتم توقيع اتفاق إطار للتعاون بين البلدين لاطلاق الاستثمارات والعلاقات الاقتصادية. وقال سلال إن الجزائر «تعمل على تحسين مناخ الأعمال من خلال الاجراءات الضرورية الكفيلة برفع العراقيل التي تحول دون الاستثمار أو تعطّله أو تجعله معقّداً». ووعد بضمان «استمرارية الاستقرار القانوني من أجل تامين الاستثمارات بشكل أفضل». وقال إن انضمام الجزائر المتوقع إلى المنظمة العالمية للتجارة سيجعل البلد يعزز تطبيق تشريعه الاقتصادي والتجاري ليتوافق مع المعايير الدولية. ودعا إلى تنويع التعاون بين البلدين في كل القطاعات. ونقلت الأوساط الفرنسية عن أجواء المحادثات بين الرئيسين هولاند وبوتفليقة أنها كانت «جيدة» في خصوص مواضيع شتى منها أزمة مالي و «الربيع العربي» خصوصاً في تونس وليبيا. وقالت إن المحادثات حول مالي لم تعكس خلافاً، بعكس ما كان يتردد، لأن البلدين يريدان البدء بمفاوضات سياسية لحل الأزمة المالية (بدل التدخل العسكري بلا مفاوضات)، وإن كلاهما لا يريد سيطرة فرع «القاعدة» المغاربي على الأرض في مالي، كما أنهما يعتبران أن الأممالمتحدة هي التي ستقرر كيفية دعم حكومة باماكو عسكرياً للتعاطي مع سيطرة جماعات قومية وإسلامية على شمال البلاد. أما عن محادثات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، فقد نقل مصدر رفيع ل «الحياة» أن الوزير الجزائري أبدى تشاؤماً كبيراً حول تطور الأمور في سورية ومستقبل الوضع في هذا البلد إذا سقط النظام الحاكم. وتابع المصدر الفرنسي ل «الحياة» أن نزوح اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان يمثّل معطى جديداً في الأوضاع السورية. ونقل عن فابيوس إنه قلق جداً من هذا التطور كما أنه قلق من تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان والعبء الذي يمثّله ذلك على هذا البلد. وقال مصدر فرنسي مسؤول إن هجوم قوات النظام السوري على مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق يشير إلى أن النظام «في زاوية وأصبح يقترب يوماً بعد يوم من النهاية». وشرح المصدر أن ما جعل فابيوس يتوقع نهاية قريبة للنظام هو تلقي معلومات استخباراتية أخيراً (في فترة الأيام ال 15 الماضية) تفيد، وللمرة الأولى، بأن النظام «أصبح في وضع نهائي» ولكن المعلومات لا تمكّن الوزير من توقع متى سيسقط نظام بشار الأسد بالتحديد. الى ذلك، علم ان هولاند سيقوم بزيارة لدولة الامارات العربية في14 و15 الشهر المقبل، في زيارة رسمية هي الاولى لابو ظبي حيث يشارك في ندوة الطاقات الجديدة. وقد يوقع الرئيس الفرنسي خلال الزيارة عقدا مع الامارات للمشاركة في تطوير الطاقة الشمسية.