طالب مواطنون وأشخاص امتهنوا استخراج الملح من باطن الأرض وبيعه ثلاث جهات حكومية إلى التدخل وتنظيم الوضع في أرض «معدن ملح الشقة» شمال مدينة بريدة في منطقة القصيم، للاستفادة مما وصفوه ب«المنجم» في استخراج الملح، وبأنه ثروة اقتصادية مهمة، وكذلك لتشجيع المواطنين الذين يمتهنون هذه المهنة على الاستمرار فيها وعدم هجرها، مشيرين إلى أنه في السنوات الأخيرة باتت تشهد عزوفاً واضحاً، ولا سيما أنها تعاني الإهمال وغياب التنظيم. وذكر المواطن عادل المشيقح أن أرض «معدن ملح الشقة» كما هو معروف بهذا الاسم رسمياً، غير مستغلة كما يجب سياحياً واستثمارياً؛ لتكون مزاراً للناس من داخل منطقة القصيم ومن خارجها، فيتم تعريفهم بطرق ومراحل استخراج الملح، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأشار المواطن متعب الرشيد إلى ضرورة إشراك ممتهني استخراج الملح في أية خطط للمنجم، سواء أكانت تطويرية أم سياحية أم استثمارية، حتى بأخذ آرائهم، ولا سيما أن شهرة «ملح الشقة» - بكونه من أفضل أنواع الملح وأشهرها كما هو معروف لدى السعوديين - تشفع له بالتطوير. وذكر إبراهيم المزيني أحد باعة الملح أنهم يطالبون الجهات الحكومية المعنية بتحديد معالم أرض هذا المعدن وتسويرها بالكامل، صيانة لها من العبث الذي قد يطاولها أو التلوث الذي قد يلحقها حالياً أو مستقبلاً، من الإنسان أو الحيوان، كونها أرضاً مكشوفة، وأن تسعى لوضع مداخل مناسبة ولوحات إرشادية، مع تنظيم دخول العاملين وخروجهم في مهنة استخراج الملح، محذراً من أنه بات يلاحظ في السنوات الأخيرة عزوف الكثيرين عن العمل في هذه المهنة، لأسباب متعددة، منها: غياب الحوافز المكانية والتشجيعية التي تساعد على البقاء في هذه المهنة. وأشار شريكه إبراهيم الحليل بائع آخر إلى أنه منذ ما يزيد على 25 عاماً يمارس هذه المهنة، وأنه منذ 12 عاماً، وهم يطالبون بوضع أماكن لتخزين الملح المستخرج موقتا قبل نقله إلى الأماكن التي يباع فيها وسفلتة الطرق المؤدية إلى «المملحة» وإنارتها وبعض المواقع فيها، لحماية الملح من ملامسة التربة، لافتاً إلى الحاجة الماسة لوضع مظلات بشكل مناسب لتسويق الملح، كون طريقة البيع والشراء في الوضع الحالي تتم بطرق بدائية. وقال: «نبيع في أماكن لا تقينا البرد والحر وحتى المطر عند هطوله يقوم بتذويب جزء كبير من فروش الملح، وهو ما يجعلنا نعود لاستخراج بديل عنها، ونطالب «أمانة القصيم» بتخصيص مكان شمال طريق الملك عبدالعزيز التي تقع أرض المعدن عليه وتقوم بتركيب مظلات عليه، ليتم تنظيم الباعة بداخله بطريقة حضارية، وليس كما هو الواقع حالياً بقيامهم بعرض فروش «الملح» على جنبات الطريق العام وبمكان منزو بطريقة تقليدية»، وأضاف: «تركت إحدى سياراتي القديمة التي أعمل عليها بجانب المملحة التي أعمل فيها وعند عودتي ذات يوم وجدتها وقد هشم زجاجها من مجهولين وتركتها في مكانها بعد أن صارت تالفة لا يستفاد منها». من جهته، أوضح مدير إدارة الإعلام والمتحدث الرسمي باسم أمانة منطقة القصيم يزيد بن سالم المحيميد ل«الحياة» أن «الأمانة» لديها توجه لإجراء تنظيم للموقع لإنشاء مواقع مناسبة، لعرض المنتج في الجهة الجنوبية الشرقية في موقع تعدين الملح على طريق الملك عبدالعزيز، بعد حصر المستفيدين ومتطلبات العمل، لافتاً إلى أن هذا التوجه قيد الدرس حالياً لدى الإدارات المعنية، وقد يدخل حيز التنفيذ في القريب. فيما لم يرد المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة القصيم الدكتور جاسر الحربش على الأسئلة التي وجهتها له ل«الحياة» قبل أيام بخصوص دعوات المواطنين إلى استغلال هذا المنجم سياحياً وتشجيع المواطنين الذين يمتهنون استخراج «الملح»، بينما طلب أحد منسوبي «الهيئة» في رسالة إلكترونية تزويد فرع الهيئة بأسماء وهواتف المواطنين الذين دعوا إلى الالتفات إلى هذا المنجم، وكذلك اعتذر رئيس المجلس البلدي لأمانة القصيم الدكتور حمد الغنيم عن الرد على استفسارات «الحياة» أو ما إذا سبق للمجلس البلدي أن درس آليات أو مقترحات لتطوير أرض معدن «ملح الشقة» لظروف سفره خارج المنطقة.