تواصل إسرائيل تكثيف مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة، خصوصاً في القدسالشرقية، التي بدأت الإعلان عنها تباعاً منذ خمسة أيام. وأعلنت أمس الموافقة على خطط جديدة لبناء 523 وحدة سكنية استيطانية في جنوب الضفة الغربية في خطوة أولى لإنشاء مستوطنة ضخمة جديدة، بعدما طرحت الأربعاء عطاءات لبناء أكثر من ألف وحدة سكنية استيطانية بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية حيث أقرت بناء أكثر من 2600 وحدة مماثلة، ما يرفع إلى أكثر من 9 آلاف عدد الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة التي أعلنت عنها هذا الأسبوع في خطوة لاقت تنديداً دولياً واسعاً. وقال ديفيد بيرل رئيس المجلس الاقليمي لكتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية: «بعد سنوات، يسعدنا أن نعلن أن حكومة إسرائيل وافقت على بناء مدينة في غوش عتصيون» موضحاً أن وزارة الدفاع الإسرائيلية وافقت على خطط بناء 532 وحدة استيطانية في مستوطنة سيطلق عليها اسم «جفاعوت». وأشار بيرل إلى أن المجلس قدم خطة مؤلفة من 6000 وحدة سكنية استيطانية عام 2000 ولكن حتى الآن فإن هذه الخطط لم يوافق عليها. واعتبر الموافقة الأخيرة للحكومة «إنجازاً عظيماً». ووفق هاغيت اوفران من حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان، فإن هنالك نحو عشرة كرافانات في الموقع، ولكنها أشارت إلى أن المستوطنة الجديدة ستضم 25 ألف شخص. وقالت أوفران: «هذه ليست مجرد مستوطنة أخرى، فهي 6000 وحدة قد تحوي نحو 25 ألف شخص. ربما ليست بأكبر المدن، ولكنها ضخمة بالنسبة إلى المستوطنات». وأوضحت أوفران أن الموافقة تعني أن مجلس التخطيط الأعلى التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية الذي يعمل ضمن وزارة الدفاع، يستطيع الآن الترويج للخطط المبدئية. وتابعت: «هذا يبعث برسالة بأن إسرائيل لا تفكر بحل الدولتين. وهذا يعني أنه سيكون من الأكثر صعوبة تقسيم الأرض (في أي اتفاق سلام)». وكانت بلدية القدسالمحتلة وافقت الأربعاء على بناء 2610 وحدات في مستوطنة «جفعات هاماتوس» في جنوب القطاع الشرقي للمدينة، التي ستصبح في حال تنفيذ المشروع اول حي استيطاني يهودي جديد يقام في القدسالشرقية منذ 15 عاماً. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد الأربعاء أن حكومته ستمضي قدماً في توسيع المستوطنات حول القدس رغم الانتقادات الغربية. وقال نتانياهو في اجتماع مع سفراء أجانب «سنبني في القدس من أجل كل سكانها. هذا ما فعلته كل الحكومات السابقة وستواصل حكومتي عمله». وأضاف: «القدس عاصمة للشعب اليهودي منذ 3000 عام. تصور أنك ستقيد البناء في عاصمتك. هذا ليس منطقياً». وأطلق نتانياهو أحدث حملة للتوسع الاستيطاني بعدما حصل الفلسطينيون على اعتراف فعلي بدولتهم في تصويت بالأممالمتحدة الشهر الماضي. وذكرت صحيفة «معاريف» نقلاً عن مسؤولين في حزب «ليكود» بزعامة بنيامين نتانياهو، أن «تكثيف خطط البناء هذه لا تتعلق فقط بمعاقبة المسعى الفلسطيني لدى الأممالمتحدة والتقارب مع حماس، ولكنه على علاقة بحملة» انتخابات 22 كانون الثاني (يناير). واحتلت إسرائيل القدسالشرقية عام 1967، وتعتبر القدس بشطريها «عاصمتها الأبدية والموحدة» ولا تعتبر البناء في الجزء الشرقي منها استيطاناً، في حين يعتبر الفلسطينيون القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. ويقيم أكثر من 340 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة، وهو رقم في تزايد مستمر. كما يقيم نحو مئتي ألف آخرين في أكثر من عشرة أحياء استيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة.