تحطم مسباران اميركيان الاثنين على سطح القمر كما كان مقرراً بعد انتهاء مهمتهما الرامية الى رسم خرائط للقمر وقياس حقله المغناطيسي، على ما اعلنت الوكالة الاميركية للطيران والفضاء (ناسا). واصطدم المسباران «ايب» و «فلو»، وهما بحجم غسالة منزلية، على جبل قريب من القطب الشمالي للقمر، قرب فوهة غولدسميلدت، قبيل الساعة 22,30 بتوقيت غرينيتش. وكان المسبار «ايب» هو الاول في الارتطام بسطح القمر، ثم تبعة توأمه «فلو»، وذلك بسرعة تصل الى 6050 كيلومتراً في الساعة او 1,7 كيلومتر في الثانية، على ما اوضحت «ناسا» التي أوضحت أنه لم تتوافر اي صورة لعمليتي الاصطدام، لأنهما وقعتا في الجانب المظلم من القمر. وأجرى العلماء حسابات دقيقة لتجنب سقوط المسبارين في «مواقع تاريخية» مثل المواقع التي هبطت فيها مهمات «أبولو» مثلاً، مع ان نسبة خطر سقوط المسبارين عشوائياً على أي من هذه المواقع لم تتعد الثمانية في المليون. وقد التقط المسباران أكثر من 115 الف صورة لسطح القمر، وأجريا حسابات دقيقة جداً عن الحقل المغناطيسي، وتوزيع الكتلة، وسماكة طبقات القمر وتكوينها وصولاً الى نواته، وأظهرا ان القشرة القمرية اقل سماكة مما كان العلماء يعتقدون وأنها تعرضت في السابق لقصف مستمر من الصخور الفضائية والنيازك. وساهمت هذه المعلومات ليس في فهم العلماء لتشكل القمر وتطوره فحسب، بل أيضاً لتشكل الأرض وكواكب اخرى وتطورها. وقد اطلق المسباران في ايلول (سبتمبر) 2011، ودخلا مدار القمر مطلع كانون الثاني (يناير) 2012. وقبل السقوط والارتطام بسطح القمر، شغّل كل مسبار محركاته وحلّق لمدة خمسين دقيقة في مهمته الاخيرة التي تهدف الى تحديد كمية الوقود المتبقية في خزانه. ومن شأن ذلك ان يساعد مهندسي «ناسا» على برمجة استخدام الوقود في المهمات المقبلة. وبلغت كلفة هذه المهمة 500 مليون دولار، وهي الرقم 110 لاستكشاف القمر والتي سبقتها ست مهمات «أبولو» مأهولة بين العامين 1969 و1972 جعلت 12 رائد فضاء اميركياً يخطون على سطح القمر.