واشنطن - أ ف ب - أعلنت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء «ناسا» أن المسبارين «غريل إيه» و «غريل بي» التابعين لها سيصلان إلى مدار القمر غداً وبعد غد على التوالي بعد رحلة استمرت ثلاثة اشهر ونصف الشهر، لسبر أسرار باطن القمر. وأوضحت المشرفة على هذه المهمة ماريا زوبير أن «هذه المهمة ستعيد كتابة كتب العلوم حول تطور القمر»، مضيفة «أن المسبارين عملا في شكل ممتاز خلال رحلتهما فتمكنا من إجراء الاختبارات على المعدات وتأكيد قدرتها على تحقيق أهدافها العلمية». وسيخفض الفريق المشرف على هذه المهمة خلال الأسابيع التالية مدة الدوران إلى اقل من ساعتين مستعيناً بمحركات المسبارين الصغيرة. وعندما سيبدأ المسباران التوأمان اللذان تفصل بينهما مسافة 200 كيلومتر، بمهمة المراقبة والقياس في آذار (مارس) 2012 سيدوران حول كوكب القمر على ارتفاع حوالى 55 كيلومتراً. وتبلغ المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر حوالى 402336 كيلومتراً وكان رواد الفضاء في مهمة «أبولو» يحتاجون إلى ثلاثة أيام لقطعها. وأطلق المسباران «غريل» من قاعدة كايب كانافيرال العسكرية في فلوريدا في العاشر من أيلول (سبتمبر) 2011. واحتاجا إلى وقت يزيد بثلاثين مرة عن ذلك للوصول. ووفرت هذه الرحلة الطويلة التي تخللها استهلاك قليل للوقود والطاقة لمسؤولي المهمة وقتاً أطول لمراقبة حسن عمل المسبارين والمعدات التي يحملانها على ما أوضحت «ناسا». وفي 28 الجاري، كان مسبار «غريل-إيه» على مسافة 106 آلاف كيلومتر من القمر ويقترب منه بسرعة 1200 كيلومتر في الساعة. ويتبعه المسبار «غريل - بي» الذي كان في اليوم ذاته على مسافة 128 ألف كليومتر من القمر ويتقدم بسرعة 1228 كيلومتراً في الساعة. وكانت المسؤولة عن المهمة ماريا زوبير قالت في أيلول الماضي إن المسبارين «سيساعداننا في فهم كيفية تطور النجم الطبيعي الوحيد للأرض فضلاً عن الأرض والكواكب الصخرية الأخرى». وسيجري المسباران قياسات دقيقة جداً لجاذبية القمر تكشف تَوزّع الكتل، فضلاً عن سماكة الطبقات الداخلية المختلفة للقمر وصولاً إلى نواته ومكونات هذه الطبقات.