واشنطن - ا ف ب - أعلنت «الوكالة الأميركية للطيران والفضاء» (ناسا) ان مسبارها الثاني دخل مدار القمر بغية سبر أسرار باطن القمر الطبيعي الوحيد للأرض. وتمكن المسبار «غريل-بي» (غرافيتي ريكوفري اند إنتيريور لابوراتوري) من دخول مدار القمر قرابة منتصف ليل أول من أمس، بعدما شغل محركه الرئيسي مدة 40 دقيقة فوق القطب الجنوبي للقمر بغية لجم سرعته، على ما أكد المسؤولون عن المهمة في «مختبر الدفع النفّاث» التابع ل «ناسا» في باسادينا في ولاية كاليفورنيا. ووصل المسباران الفضائيان الى وجهتهما بعد رحلة استمرت ثلاثة أشهر ونصف الشهر. وسيعمل «غريل-ايه» و «غريل-بي» بتساوق، وسيدرسان القمر كما لم يسبق ان حصل سابقاً، على ما قال رئيس «ناسا» تشارلز بولدن في بيان نشره الموقع الالكتروني للوكالة الاميركية. وأكد ان «المسبارين الفضائيين التوأمين «غريل» سيوسعان كثيراً معارفنا بالقمر وتطور كوكبنا». واعتبرت ماريا زوبير، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام آي تي) والمسؤولة العلمية الرئيسية المشرفة على هذه المهمة، ان «هذه المهمة ستعيد كتابة كتب العلوم حول تطور القمر». وبات المسباران على مدار إهليلجي شبه قطبي، سيمكنهما من الدوران حول القمر في غضون 11 ساعة ونصف الساعة. وخلال الاسابيع التالية سيخفض الفريق المشرف على هذه المهمة مدة الدوران الى أقل من ساعتين مستعيناً بمحركات المسبارين الصغيرة. وعندما سيبدأ المسباران التوأمان اللذان تفصل بينهما مسافة 200 كيلومتر، بمهمة المراقبة والقياس في آذار (مارس) المقبل سيدوران حول القمر على ارتفاع نحو 55 كيلومتراً. والمسافة الفاصلة بين الارض والقمر تبلغ حوالى 402336 كيلومتراً، وكان رواد الفضاء في مهمة «ابولو» يحتاجون الى ثلاثة أيام لقطع هذه المسافة. واطلق المسباران «غريل» من قاعدة كايب كانافيرال العسكرية في فلوريدا في 10 أيلول (سبتمبر) 2011. ووفرت هذه الرحلة الطويلة التي تخللها استهلاك قليل للوقود والطاقة لمسؤولي المهمة وقتاً أطول لمراقبة حُسن عمل المسبارين والمعدات التي يحملانها، على ما اوضحت «ناسا». وكانت زوبير قالت في ايلول (سبتمبر) الماضي إن المسبارين «سيساعداننا في فهم كيفية تطور النجم الطبيعي الوحيد للأرض، فضلاً عن الأرض والكواكب الصخرية الأخرى». وسيجري المسباران قياسات دقيقة جداً لجاذبية القمر تكشف عن توزع الكتل، فضلاً عن سماكة الطبقات الداخلية المختلفة، وصولاً الى نواة القمر ومكونات هذه الطبقات. ويأمل العلماء من خلال ذلك في التوصل الى فهم أفضل لسبب عدم تماثل القمر. ويبلغ وزن كل مسبار من المسبارين التوأمين نحو 200 كيلوغرام وهما بحجم غسالة ثياب. وبنت شركة «لوكهيد مارتن» المسبارين اللذين يحصلان على الطاقة الكهربائية بواسطة لوحين شمسيين وبطارية «ليثيوم». ومهمة «غريل» التي تكلف 496 مليون دولار هي العاشرة بعد المئة لاستكشاف القمر، من بينها ست رحلات «ابولو» مأهولة بين عامي 1969 و1972 تخللها سير 12 أميركياً على سطح الكوكب الصغير.