أنهى مسباران اميركيان يدوران منذ مطلع 2012 حول القمر مهمتهما في أخذ قياسات ورسم خرائط له، ومن المقرر أن يتحطما الإثنين على سطحه، كما أعلنت أمس الوكالة الاميركية للطيران والفضاء (ناسا). وأجرى العلماء حسابات دقيقة لتجنب سقوط المسبارين في «مواقع تاريخية» مثل المواقع التي هبطت فيها مهمات «أبولو» مثلا، علماً أن نسبة خطر سقوط هذين المسبارين عشوائياً على أي من هذه المواقع لا تتعدى 8 في المليون. وقالت أستاذة الفيزياء الفضائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ماريا زوبر المسؤولة عن مهمة المسبارين، إنهما «أنهيا مهمتهما ولم يعودا مزودين المحروقات، وبالتالي سنتركهما يتحطمان على سطح القمر كما كان مقررا منذ البداية، قرب قطبه الشمالي». ويحمل مسبارا مهمة «غريل» اسمَي «ايب» و «فلو»، ويوازي حجم الواحد منهما حجم غسالة منزلية، ومن المرتقب أن يتحطما على سطح القمر عند الساعة 28:22 ت.غ. من يوم الإثنين، بعد إفراغ بقايا حمولتهما من المحروقات. وسيصطدم المسباران بسطح القمر بسرعة 1.7 كيلومتر في الثانية (ستة آلاف كيلومتر في الساعة)، على مسافة 20 كيلومتراً أحدهما عن الآخر، وسينفجران. وسيحصل ذلك في الجانب المظلم من القمر، ولذلك لن يكون ممكناً الحصول على مشاهد لعملية الاصطدام. لكن سيجري التقاط صور لمواقع الهبوط قبل الاصطدام وبعده. وقال مدير المشروع في مختبر الدفع النفّاث التابع لناسا ديفيد ليمان: «بما أن خزانات الوقود فارغة والمسبارين من الحجم الصغير، لا نتوقع أن يقع انفجار كبير». وقد التقط المسباران صوراً كثيرة لسطح القمر، وأجريا حسابات دقيقة جداً عن حقله المغنطيسي وكتلته، وسماكة طبقات القمر وتكوينها وصولاً إلى نواته، وأظهرا أن القشرة القمرية أقل سماكة مما كان العلماء يعتقدون. وقالت زوبر: «كانت المهمة مع هذين المسبارين رائعة، سيكون من الصعب علينا وداعهما».