تلعب الأزياء دوراً مهماً عبر عكس الوجه الآخر لكل بلاد، مهما كبُرت مشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو صغُرت. في بلاد يكاد يكون الفقر العامل الحاكم في يوميات مواطنيها، والعنف والإرهاب يهددان الحياة الهانئة لشعبها بسبب أو بلا سبب. في باكستان وتحديداً بيشاور، سرق عرض أزياء، من تصميم طلاب جامعة إكرا، عدسات الكاميرات من الأخبار الأمنية أو السياسية التي غالباً ما تجذب الصحافة إلى تلك البلاد من أجل متابعة أحداث تعصف بها. طلاب جامعة إكرا قسم التصميم والفن، قدموا مجموعة غنية من الأزياء العصرية والتقليدية، ارتدتها عارضات أزياء محترفات على خشبة العرض، ما ساهم في إبراز التفاصيل التي عمل الطلاب على أدقّها في صنع هذه الأزياء مهما اختلف نوعها أو المرأة التي تتوجه إليها. ثياب تقليدية مطرّزة بأبهى الخطوط، ومطعمة بأكسسوارات مختلفة، من الشال التقليدي، إلى المعطف المتناسق، وصولاً إلى المظلات التي تزداد رونقاً بخاصة على الأزياء المتتالية على الخشبة وكأنها احتفالية خاصة ذات طابع مميز من القفطان، والسراويل وكل التفاصيل التي تميّز الزي التقليدي الباكستاني. ابتكرت مقصّات الطلاب مجموعة من الموديلات الجديدة والعصرية، فبدت العارضات اللواتي توالين على المسرح وكأنهن يقدمن أسبوع موضة خاصاً بالأزياء الباكستانية. لم يترك الطلاب تفصيلاً إلا قدموه على خشبة المسرح في محاولة لتكريس تصاميمهم مشهداً مختلفاً عمّا تشهده البلاد. ومن الحلي التي تزين اليدين والرأس إلى طرق مبتكرة لتزيين الرأس، وزركشة الفساتين، فضلاً عن الحقائب الملونة، ظهرت العارضات على المسرح كفراشات ملونة، مفعمة بالأنوثة. أجاد الطلاب تقديم تصاميمهم، حتى بدت مجموعة متناسقة، تلفت النظر حتى لمن يبحثن عن الابتعاد عن الأزياء التقليدية. ولم تقتصر الأزياء العصرية المقدمة على إضافة لمسات تحدّث الزي التقليدي، بل ظهرت أزياء قابلة للارتداء في الحفلات الكبيرة والتي تحاكي ذوق السيدة الراقية التي تسعى إلى التميز ولو في حفلات خاصة قد يكون بعضها تنكرياً، فيعيد المرأة إلى حقبة الحفلات الراقصة الكبرى.