عزا المدير العام للسجون اللواء الدكتور علي الحارثي، تكدس السجناء في سجون مدينة الرياض، إلى زيادة معدلات الجريمة، مشدداً على أن هرب السجناء ليس ظاهرة، لكنه أكد أن الهاتف الجوال سهّل عمليات هرب بعضهم خلال الفترة الأخيرة. وقال الحارثي ل«الحياة» أمس: «نعترف أن هناك تكدساً وزيادة للأعداد عن الطاقة الاستيعابية في بعض السجون، لكن الإصلاحيات الجديدة ستقضي على هذه الظاهرة، فهي مدن كبيرة، فيها 24 وحدة، وكل وحدة تستوعب نحو 240 سجيناً فقط، وكل 7 سجناء لهم غرفة مستقلة مع كامل المرافق بصالة التشميس وصالة الطعام ومكتبة ومصلى وصالة اجتماعات، وكل الخدمات التي يرغبونها». وأضاف أن التكدس في سجون العاصمة سببه كثرة الجريمة فيها. وتابع الحارثي: «في مدينة الرياض عدد من القضايا والجرائم التي تحتاج فعلاً إلى توقيف، وهذا ما يتم في سجن الملز المخصص للموقوفين، فيما خُصص سجن الحائر للمحكومين». ورداً على ملاحظات هيئة حقوق الإنسان على سجن النساء في الرياض، بتأكيده أن عنابر جديدة استحدثت في سجن النساء منذ 5 أعوام، ولكن معدلات الجريمة ارتفعت مع زيادة عدد السكان، وبالتالي زاد عدد المحكومات في سجن النساء، مضيفاً أن لهن سجناً كبيراً جداً في الإصلاحية بوحداته المكتملة. وعن زيادة حالات هرب نزلاء من السجون، قال الحارثي: «تتحدثون أحياناً عن كثرة الهرب مع أن المسألة ليست بهذه الحدية، هناك هرب متكرر في الأعوام الأخيرة، مع أننا نأخذ احتياطاتنا، وهي قد تكون بأخطاء فردية، وطريقة الهرب لا يُمكن توقعها، وتحدث بطريقة لا يمكن أن نتنبأ بها، خصوصاً مع انتشار الجوالات التي يمكن أن تُيسرها». وأشار إلى أن «مديرية السجون» اتخذت طرقاً احترازية كثيرة لمنع الهرب، وتأمل أن ألا يحصل مرة أخرى، معرباً عن أمله بأن يكون لدى السجين الذي يفكر في الهرب معرفة بأن هربه من السجن وبالٌ عليه، إذ إنه يدخل في جريمة أخرى ولن يستفيد من العفو. وعن انتقال خطر الجريمة بين بعض الموقوفين، قال الحارثي: «في كل أنحاء العام هذا واقع، لا يمكن أن نلغيها نهائياً، ولكن يمكن تخفيفها مثلاً، بأن يفصل بين السجناء المختلفين في الجرائم المختلفة، كالسرقة والمخدرات والقتل». وتطرق إلى أن الإصلاحيات الجديدة الأربع في «الرياض»و«الشرقية»و«جدة»و«الطائف» التي ينتهي بناؤها في نهاية هذا العام، ستستوعب مجموعة كبيرة من المحكومين، وسيخف العبء على السجون القائمة التي ستخصص للموقوفين فقط، وبالتالي سيوجد هذا الأمر بنية تحتية جيدة يُفصل فيها بين الأنواع المختلفة، وهناك أكثر من 24 وحدة في داخل السجون الجديدة، وكل وحدة فيها أربعة عنابر، وكل عنبر فيه 7 غرف، ويمكن فيها الفصل بين الجرائم الكبيرة، لافتاً إلى أن 9 إصلاحيات أخرى سيبدأ العمل فيها قريباً في مناطق أخرى.