رفض الدكتور معجب الزهراني أن تختصر حكاية النقد في السعودية في عبدالله الغذامي وسعد البازعي ومعجب الزهراني، مؤكداً أن «لدينا عشرات النقاد، وسعيد السريحي من أهمّهم، إذ كان من أوائل النقاد الذين دشّنوا النقد الحداثي في السعودية». وأشار إلى أنّ هذه الأسماء لا يوجد بينها «من يضيف شيئاً جديداً... لا يوجد من يستطيع إنجاز قطيعة مع النقد الأدبي السابق، ويؤسس نقلة نوعية في الخطاب الإبداعي». واعتبر في مداخلة هاتفية، أنّ قراءة كتابه «مقاربات حوارية» الفائز بجائزة كتاب العام في نادي الرياض الأدبي، في مجلس ألمع الثقافي في رجال ألمع، «تعدّ سابقة جميلة». وذكر أنّ طرحه «يعد إشكالية في العالم العربي، فالنقد الأدبي فكر، والفكر يحتاج إلى حريات واسعة في التفكير والتخيل والتعبير لإنتاج المعرفة»، التي يرى الزهراني أنها محدودة في عالمنا العربي فكيف بها في الخليج؟! «لذلك علينا ألّا نعيب على الناقد إذا أنتج لنا خطاباً ثقافياً مشوّهاً وغير مكتمل. ونفى أن يكون قد هرب من النقد الأدبي إلى نقد الخطاب في كتابه، لكنّه مؤمن كغيره بأنّ النقد الأدبي «ولد في السعودية في الثمانينات ومات في عام 2000، وبدأ بعده النقد الثقافي، وأشار إلى أنّه لم يعد منشغلاً بالنقد، فلديه ثلاثة أعمال جاهزة للطباعة، لكنّه مقتنع بأنّ عليه واجباً بأن يلتفت إلى ذاته، وينشغل بنصوصه فقط. واعتبر الناقد علي فايع الألمعي تحوّل الدكتور معجب الزهراني من النقد الأدبي إلى نقد الخطاب في الكتابة الأدبية «إنجازاً كبيراً أنتج لنا كتاباً جميلاً ومهمّاً في المقاربات الحوارية». وأشار الألمعي، في ورقته التي قدمها في مجلس ألمع الثقافي، إلى أنّ ما يصفه الدكتور الزهراني ب «الكتابة والمضي في الطريق»: «جعلتنا أمام عمل يستحقّ أن تعقد له الجلسات وتفتح له مجالس النقد، لما فيه من مواضيع مهمّة تحتاج إلى أكثر من قراءة وحوار». وقال إنّ الفصلين الأول والثاني من الكتاب الخاصين بكتابة الذات «نصوص وقضايا» والآخر الداخلي «نساء التراث ضحايا الواقع»، «جعلانا أمام واجبين مهمين هما: أهميّة قراءة التراث بعقول جديدة، وتتبّع الخطابات المختلفة في الأعمال الأدبية بعد فقدان النقد الأدبي قيمته وحضوره». وتساءل الألمعي في ورقته عن دور مثل هذه الكتب المنشورة في التخفيف من تأثير «الرّقابات الصارمة التي تشوّه الحياة وتفسد الفكر»، التي أشار إليها الدكتور معجب الزهراني في مقدمة كتابه، موضحاً أن هذا الكتاب «ربما يكون واحداً من تلك الأعمال الجريئة التي تسهم في التخفيف من حدّة الرقابة، وتزيل بعض الهواجس لدى المعنيين بهذا الشأن، والملاحظين له».