وصف القاص علي فائع تحول الدكتور معجب الزهراني من النقد الأدبي إلى نقد الخطاب بالإنجاز الرائع الذي نتج عنه كتاب "مقاربات حوارية" الفائز بجائزة كتاب العام بنادي الرياض الأدبي. وأشار فائع في ورقته بمجلس ألمع الثقافي مساء أول من أمس في بلدة "رُجال" الأثرية بألمع إلى أنّ الفصلين الأول والثاني الخاصين بكتابة الذات "نصوص وقضايا" والآخر الداخلي "نساء التراث ضحايا الواقع" وضعت المهتمين أمام واجبين، هما، أهميّة قراءة التراث بعقول جديدة، وتتبّع الخطابات المختلفة في الأعمال الأدبية بعد فقدان النقد الأدبي قيمته وحضوره. وكان الزهراني قد بدأ مداخلته عن طريق الهاتف قائلا: 70 في المئة من النقد الأدبي يحويه الكتاب. والنقد الأدبي يعاني من الرقابة ويحتاج إلى حرية التفكير. ورأى أن الرواية سرد معارض للسرديات، وهناك فرق بين الرواية النسائية والرواية النسوية، فالرواية النسائية من إنتاج الأديب الذكر، أما الرواية النسوية فهي من إنتاج المرأة ذاتها، مشيرًا إلى أن الأدب النسوي جاء وفق معايير ذكورية ومن المفترض أن تتم دراسة الرواية النسوية بمعايير نسائية. وأشار إلى أن الرقابة الصارمة تذيب الفكر، وهذه إشكالية في العالم العربي، وأن النقد فكر، والفكر يحتاج إلى حرية واسعة من التفكير، والتخيل، والتعبير، لذلك لا نعيب على الناقد إذا أنتج لنا كتابًا ثقافيًا مشوهًا وغير مكتمل، لأن الكاتب أثناء كتابته يفكر في القارئ وسلطة القبيلة، والدولة، والسلطة الدينية. وقال الزهراني إن الفترة من 1980 2000 ميلادي هي فترة ثورة النقد، وإنّه لم يعد منشغلاً بالنقد، فلديه ثلاثة أعمال جاهزة للطباعة، لكنّه مقتنع بأنّ عليه واجباً في أن يلتفت إلى ذاته، وينشغل بنصوصه فقط. وبين أنّ حكاية النقد في السعودية لا يقبل أن تختصر في الغذامي، والبازعي، والزهراني، فلدينا عشرات النقاد، وسعيد السريحي من أهمّهم، فقد كان من أوائل النقاد الذين دشّنوا النقد الحداثي في السعودية. لكنّه أشار إلى أنّه لا يرى بين كلّ هذه الأسماء من يضيف شيئاً جديداً، لأنّه بحسب قوله لا يوجد من يستطيع إنجاز قطيعة مع النقد الأدبي السابق ويؤسس نقلة نوعية في الخطاب الإبداعي.