تلقى الرئيس حسني مبارك اتصالاً هاتفياً أمس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية انه يأتي في إطار الاتصالات المصرية والدولية الراهنة لكسر جمود عملية السلام. في غضون ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي في تصريحات أمس أن الإدارة الأميركية لم تكشف بعد عن خطتها في ما يتعلق باستعادة الزخم والنشاط في عملية السلام، مؤكداً أن مصر سيكون لها إسهام كبير في الأفكار الأميركية الجديدة. واعرب عن أمله في أن تكون الأفكار الأميركية النهائية في مصلحه السلام المبني على العدل والذي يمكن تحقيقه في شكل عاجل. وقال إن الانتظار ليس في مصلحة الجميع. وعن إمكان أن تسهم الأفكار الأميركية الجديدة في حل مشكلة الشرق الأوسط في ظل الانقسام الفلسطيني، أشاد زكي بالموقف داخل حركة «فتح»، وقال إن مؤتمر الحركة الأخير أمكن له أن يداوي كل الخلافات والانقسامات التي كانت قائمة على مدار السنوات الماضية في الحركة. واشار إلى استمرار مصر في جهودها لتحقيق المصالحة بين «فتح» و«حماس»، مؤكداً أن الإرادة السياسية الفلسطينية مهمة لإنجاح الجهود المصرية. وأعرب زكي عن أمله في أن تصل القيادات الفلسطينية إلى نتيجة مفادها أن إعلاء المصلحة الفلسطينية يجب أن تكون الهدف الأساسي وليس مصلحة هذا التنظيم أو ذاك. وقال إن الخلافات الفلسطينية ستؤثر حتماً على مسار عملية السلام، لكنها ليست العامل المعوق، فالموقف الإسرائيلي هو المعوق الأساسي في ظل الممارسات الإسرائيلية على الأرض التي تعيق تهيئة المناخ المناسب لعملية سياسية. وأكد وجود شريك فلسطيني هو الرئيس محمود عباس (أبو مازن) المفوض من الشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، أكد زكي أن مصر ليس لديها تخوفات في شأن مشروع قناة البحرين الذي يرغب الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية في إنشائه. وقال إن «هذه التخوفات لا أساس لها من الصحة، خصوصاً أن هذا المشروع يفيد الإخوة في الاردن والإخوة الفلسطينين، كما أنه يفيد البيئة، ولا يوجد لدينا اعتراض عليه، ولا تخوفات منه بعد أن فهم واستمع خبراؤنا إلى الشروح الخاصة بالمشروع كافة». واوضح ان العلاقات المصرية - الأميركية تشهد في الفترة الحالية أكبر قدر من الانفتاح والتعامل الإيجابي، خصوصاً في ضوء الأسلوب الذي اعتمدته الإدارة الأميركية الحالية في التعامل مع مصر. واوضح أن أسلوب إدارة الرئيس باراك أوباما في تعاملها مع مصر يتلافى بعض الأخطاء التي كانت تحدث من الإدارة الأميركية السابقة. وأضاف أن المواضيع المشتركة بين القاهرة وواشنطن كما هي، ولا زال الموقف يحتاج الي كثير من العمل، لكن تغير الموقف والأسلوب كانت له آثار إيجابية تنعكس على واقع العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.