تحتفظ ذاكرة المواطن السعودي بصور الإيثار التي رسخها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إذ جسّد شخصية «الأخ البار» للأسرة السعودية، ورافق ملوك الدولة منذ أكثر من خمسة عقود. ظل الأمير سلمان على الدوام حريصاً على ملازمة إخوانه من الأمراء والملوك في مجالسهم، ومرافقتهم في رحلاتهم العلاجية، وتجلّت هذه الصورة واضحة للعيان عندما تغيّب أطول مدة عن «الرياض»، حينما كان أميراً لها لمرافقة شقيقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في رحلته العلاجية خارج المملكة، حتى وافته المنية في نيويورك. وبالأمس القريب، حرص الأمير سلمان على الوقوف بجوار أخيه خادم الحرمين الشريفين منذ إجراء الفحوص الطبية، وحتى انتهاء الجراحة التي أجراها، إلى يوم خروجه عصر أمس (الخميس) من مدينة الملك عبدالعزيز للشؤون الصحية في الحرس الوطني، واعتاد التوجه يومياً إلى مقر الخيمة الحكومية التي نُصبت في المدينة الطبية، كما استمر في تلقي اتصالات الملوك والزعماء ورؤساء الدول الذين توافدت أصواتهم إلى مسمعه، مؤكدين لما لخادم الحرمين من مكانة واعتزاز في نفوسهم. وتتضح صورة «الأخ البار» سلمان، في علاقته بأشقائه وإخوانه من أبناء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وهو الذي يحتل المرتبة ال 25 بينهم، بمرافقته للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز إبان فترات علاجه. كما رسخت في ذهنية وعقلية المواطن السعودي صورة أخرى للأمير سلمان بن عبدالعزيز باعتباره «المستشار الشخصي» للملوك، ومرافقهم في رحلاتهم، إذ يعد ثالث عمداء الأسرة المالكة بعد الأميرين محمد بن عبدالعزيز، ومحمد بن سعود الكبير. ومن أبرز سمات شخصية الأمير سلمان السمة التاريخية، إذ يعتبر الكثير أنه لو قدّر للأمير سلمان العمل في وظيفة أخرى غير شؤون الإمارة والحكم، لأصبح مؤرخاً. ويقول الأمير عبدالعزيز بن سطام في أحد اللقاءات الصحافية، إن «الأمير سلمان عندما يعقد مجلسه يلجأ المدعوون من أبناء الأسرة المالكة إلى الاطلاع وقراءة الكتب قبل الذهاب إليه، لأنهم يعلمون أنه سيسألهم عن آخر الكتب الصادرة في المجالات كافة». وتحتفظ ذاكرة الأمير سلمان بالكثير من المعلومات التاريخية عن توحيد المملكة وتاريخ الجزيرة العربية، كما يحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب، حتى أصبح يوصف ب «أمير المؤرخين».