فيينا – رويترز، أ ف ب - تشهد طهران اليوم جلسة محادثات جديدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تسعى الى التحقّق من الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وتأمل خصوصاً بدخول مجمّع بارشين شرق العاصمة، والذي تشتبه الوكالة في أن ايران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. ومستنداً الى صور التقطتها أقمار اصطناعية، اتهم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو السلطات الايرانية مراراً ب «تنظيف» المجمّع من أي آثار لتجارب نووية محتملة، تحسباً لزيارة المفتشين. وقبل توجّهه إلى طهران على رأس وفد من الوكالة يضمّ 7 اشخاص، قال هيرمان ناكيرتس نائب رئيس الوكالة وأبرز مفتشيها، إن الهدف من الزيارة التوصل إلى اتفاق حول مسائل عالقة «متصلة بأبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني. وأضاف: «نأمل بأن تسمح لنا إيران بالتوجه إلى مجمع بارشين، وإذا حدث ذلك، سنستغل الفرصة ونكون مستعدين للزيارة». وكان الجانبان عقدا خمس جولات هذه السنة، شملت إحداها زيارة للمدير العام للوكالة يوكيا أمانو طهران، تركّزت علي مناقشة مزاعم بتنفيذ ايران اختبارات لصنع سلاح ذري، خصوصاً في مجمّع بارشين الذي تطالب الوكالة بزيارته. لكن طهران تري أن ذلك يجب ان يكون في إطار «خريطة طريق» تحظى بموافقة الجانبين، إذ أن ايران لم توقّع علي البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يتيح للمفتشين دخول كل المنشآت خلال 48 ساعة. وتقول مصادر في طهران إن «خريطة طريق» التي تسعى إليها السلطات الإيرانية، تتضمن نيلها تعهدات قانونية من الوكالة الذرية بأن تمتنع عن إثارة مسألة بارشين سوى حين تملك أدلة قانونية، وألا تعتمد علي تقارير استخباراتية. كما تشترط طهران الاطلاع علي طابع الأدلة التي تملكها الوكالة، سواء ما يتصل ب «الوثائق المزعومة» عن اختبارات لإنتاج سلاح نووي، أو تلك المتعلقة ببارشين. ويسود تشاؤم لدى الأوساط الإيرانية في شأن نتائج هذه الجلسة من المحادثات، علي رغم معلومات أفادت بنية الوكالة طرح أفكار جديدة لتعزيز الثقة لدى الإيرانيين. وتعتقد طهران بأنها أجابت عن كل أسئلة الوكالة نهاية العام 2007 خلال عهد المدير العام السابق محمد البرادعي، وتتهم الوكالة بالامتناع عن الإيفاء بالتزاماتها، إذ ساهمت في إحالة الملف النووي الإيراني علي مجلس الأمن بدل إغلاقه. وكانت فرق التفتيش دخلت مجمع بارشين مرتين، عامي 2005 و2006، وتأكدت من خلوّه من أي نشاط نووي، بعد إجراء فحوص علي عينات أُخذت من المجمع. وطالب الصحافي المتشدد حسين شريعتمداري، في افتتاحية في صحيفة «كيهان» المقرّبة من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتجميد المحادثات مع الوكالة الذرية إذا لم تصحّح مواقفها في التقارير التي يصدرها مديرها العام، والتي تتهم طهران بإخفاء معلومات عن برنامجها النووي.