انطلق العمل أمس في الشطر الأول من شبكة ترامواي الدارالبيضاء الذي دّشنه الملك المغربي محمد السادس في حضور رئيس الحكومة الفرنسية جان - مارك إيرولت، الذي يزور المغرب على رأس وفد من كبار رجال الأعمال، ورئيس مجموعة «ألستوم» الفرنسية التي نفذت المشروع بكلفة ستة بلايين درهم مغربي (700 مليون دولار)، وهو الثاني من نوعه في المغرب بعد ترامواي العاصمة الرباط والذي أنجزته الشركة الفرنسية ذاتها. وتمتد شبكة ترامواي الدارالبيضاء على مسافة 31 كيلومتراً، تتخللها 48 محطة وقوف للمسافرين. وتسمح الشبكة بنقل 250 ألف راكب يومياً وتربط بين أهم شوارع العاصمة الاقتصادية للمغرب، التي تواجه ازدحاماً خانقاً بسبب تمركز الأنشطة الاقتصادية والمالية والتجارية فيها، إذ يقطنها نحو 8 ملايين نسمة، ويقدر زوارها بمليوني شخص يومياً، وهي اكبر مدينة في العالم العربي وأفريقيا بعد القاهرة. وتدرس المدينة إمكان إنشاء شبكة ثانية للقطار المعلّق، على غرار تجربة بعض دول أميركا اللاتينية، للتغلّب على صعوبة المواصلات والازدحام في وسطها. وكان نحو 91 شركة مغربية وأجنبية شاركت في بناء الشبكة الأولى للترامواي والتي تطلبت استخدام ألفي طن من الفولاذ و170 ألف طن من الخرسانة. إلى ذلك، أعلنت باريس بعد لقاء بين رئيسي حكومة البلدين عبد الإله بن كيران وجان - مارك إيرولت، عن منح الرباط خطوط قروض جديدة للمساهمة في تنمية عدد من المشاريع الاقتصادية، باعتبارها شريكاً مميزاً في جنوب البحر الأبيض المتوسط وأحد حلفاء فرنسا الاستراتيجيين. وجرى الاتفاق على إنشاء شراكة صناعية شاملة لتعزيز تنافسية اقتصاد البلدين في هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها الاقتصاد العالمي، ومع سيطرة الشركات الآسيوية والأنغلوساكسونية على معظم الأسواق الجديدة. وترغب باريس في الإفادة من علاقات الشراكة بين المغرب ودول الخليج وبعض الدول الإسلامية لتصريف منتجات تواجه منافسة قوية داخل الأسواق الأوروبية. وتقضي الخطة بأن تصنّع أجزاء عدة لمنتوج صناعي واحد بين فرنسا والمغرب، وتجري لاحقاً إعادة التجميع في أحد البلدين، على أن يكون المنتج المصدّر فرنسياً، على غرار تجربة طائرات «إرباص» الأوروبية. يذكر أن باريس هي الشريك التجاري الأول للمغرب، وبنت العام الماضي مصنعاً لسيارات «رينو-نيسان» في طنجة على البحر الأبيض المتوسط، هو اكبر مصنع سيارات فرنسي-ياباني في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، لإنتاج 400 ألف وحدة سنوياً، منها 90 في المئة موجّه إلى الأسواق الخارجية.