كثيراً ما تؤكد الفنانة غادة إبراهيم أنها تهتم بالكيف أكثر بكثير من اهتمامها بالكم، وهي تحرص على تنويع أدوارها كلما أتيحت لها الفرصة، الأمر الذي تجلى في مسلسلاتها الثلاثة التي شاركت فيها أخيراً وعرضت خلال شهر رمضان الماضي، وهي «النار والطين» وجسدت فيه شخصية سيدة صعيدية، و «الصفعة» وجسدت فيه شخصية ضابط في الموساد الإسرائيلي، و «ابن موت» وقدمت فيه شخصية فتاة متحررة تنتهي حياتها بمأساة. وأوضحت غادة ل «الحياة»، أن غالبية المخرجين يستسهلون تسكين الممثل في الأدوار التي تميّز فيها: «هم رأوا فيّ لفترة أنني أجيد تجسيد أدوار البنت الدلوعة، أو الفتاة الشرقية المتحررة، فلم يتوقفوا عن إسناد هذا الدور إليّ. ومع هذا، يوجد مخرجون يعدّون على أصابع اليد الواحدة لديهم القدرة على تغيير جلد الممثل، ويبقى الأمر متروكاً لاجتهاد الممثل، إما أن يرفض تكرار نفسه وأدواره، أو يقبل». وأشارت غادة إلى أنه لا يوجد ممثل يقدم عملاً يرضى عنه طوال الوقت: « انا لا أشاهد أعمالي، وتوجد بداخلي طاقات فنية أريد استخراجها طوال الوقت، وهناك أدوار أتمنى تقديمها، منها دور المناضلة الفلسطينية، خصوصاً أن ملامحي عربية. كما أحلم بتجسيد أدوار نفسية مركبة، ودور بنت الحارة الشعبية من دون ماكياج، كما أتمنى المشاركة في أعمال تاريخية ودينية». وأكدت غادة رضاها عما حققته في مشوارها إلى الآن، وتقول: «أنا طوال الوقت راضية، وأعرف أن الاحتياج يخلق التنازلات. وأنا في الحقيقة أغلقت جزئية الاحتياج، كوني مرتاحة مادياً، ومن هنا لو أفلت مني عمل جيد يعوضني الله عنه. ونحن في مصر لا نتعامل باحترافية والتزام وقناعة داخلية، وهو ما يتسبب في وأد الكثير من المواهب في مختلف المجالات السياسية والأدبية والعلمية والفكرية والفنية «. وأوضحت أن زمن دراما النجم الأوحد التي تخدم كل شخصيات العمل الفني عليه انتهى، ودللت على كلامها بما حدث مع كبار النجوم في رمضان الماضي، ومنهم محمود عبد عبد العزيز وعادل إمام ونور الشريف وأحمد السقا الذين استعانوا بمجموعة كبيرة من الفنانين لدعم وجودهم: «هذه الظاهرة كانت غير صحية، وتلاشت لأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح، والدليل أننا نشاهد في الولاياتالمتحدة أعمالاً يكتب فيه اسم روبرت دي نيرو أو آل باتشينو او داستين هوفمان في المرتبة السادسة أو السابعة». ورأت غادة أن كثرة المسلسلات في مصلحة الوجوه الشابة، على اعتبار أنها تتيح الفرصة للجميع لأن يعمل ويستخرج موهبته وطاقته الفنية. في المقابل لا تشعر غادة بالغيرة من كثرة وجود الفنانات العربيات في الدراما المصرية وإسناد أدوار البطولة إليهن: «تربينا في أعمال الأبيض والأسود على أنه لا فرق بين فنانين عرب من أمثال نجيب الريحاني وصباح ووردة وفريد الأطرش وأسمهان وستيفان روستي ونور الهدى وفايزة أحمد وغيرهم وبين الفنانين المصريين. وعن نفسي، أنا أستمتع كثيراً بالعمل مع الفنانين العرب كما حدث في مسلسلات «أسمهان» و «عرب لندن» و «الحب المستحيل»...». وهي تذكر في هذا السياق فيلم «5 دقائق» الذي تشارك فيه أمام سهير المرشدي وحنان مطاوع من مصر، وسوزان نجم الدين من سورية، واياد نصار من الأردن، وكريمة البدوي من المغرب، وعدد من الفنانين من العراق والكويت، وهم من تأليف وإخراج الفلسطيني سعيد البيطار، وتجسد فيه شخصية ممرضة مصرية ترافق حالة حرجة في سيارة الإسعاف، وعلى الحدود تتعرض للتحرش من ضابط إسرائيلي. وعما إذا كانت تخلصت من أدوار الإغراء التي حصرها فيها المخرجون لفترة تقول: «ليس لدى مانع من تقديم أدوار الإغراء لكن بحدود، لأنني لن أقدم الابتذال، حيث يمكن تقديم دور فتاة الليل مثلاً من دون عري أو ابتذال».