كشف رئيس الهيئة العامة للمساحة مريع بن حسن الشهراني ل «الحياة» عن مخاطبات تمت مع شركة «غوغل» العالمية بشأن منع عرض بعض المواقع الجغرافية على خرائطها المعروفة في «غوغل إيرث» تمس مواقع وصفها ب «ذات الحساسية المعلوماتية». مؤكداً أنهم لا يخشون شيئاً وليس لديهم ما يخفونه، فهناك الكثير من الدول العالمية تخاطبت مع شركة «غوغل» بشأن مواقع جغرافية معينة وأن التقنية فرضت عليهم الاهتمام بكل ما يتعلق بنظم المعلومات الجغرافية. وقال رئيس هيئة المساحة التي تعتبر المرجع النهائي للدوائر الحكومية في المساحة الجغرافية بعد أن تم فصلها عن وزارة الدفاع السعودية في حوار مع «الحياة» أمس: «هناك شباب متحمسون يرسلون معلومات جغرافية عن مواقعهم لشركة « غوغل»، فنحن لا يضرنا ذلك أو يضايقنا كثيراً بقدر ما نسعى إلى وضع ضوابط مرنة»، منوهاً بأن مواقعهم في منأى من تداول تفاصيلها الجغرافية الدقيقة لأنه من الصعوبة بمكان على أي شخص أو جهة تحديدها، كما أن المواقع «الحساسة» تحمي نفسها وللشركة طرقها الخاصة في حمايتها جغرافياً. وعن المعلومات المتداولة في تطبيق «غوغل إيرث» والذي أصبح مرجعاً جغرافياً للباحثين عن أي معلومة جغرافية، أوضح أن «غوغل إيرث» يعرض صوراً ويكشف معلومات جغرافية معينة، لكنه لا يحدد ماهيتها وليس عنده إمكان أن يحدد بالضبط مكان الموقع، فإذا تم اكتشاف موقع جغرافي عام فمن الصعب تحديده بدقة، و«غوغل إيرث» ليس بتلك الدقة التي تخيف. وأوضح أن هناك لجنة كلفناها بمخاطبة شركة غوغل فيما يختص بإخفاء بعض المواقع الجغرافية ومنع الوصول إليها وقد لقينا تجاوباً وترحيباً منهم فهي لا تفرض على أحد شيئاً، مشدداً على أن المواقع الجغرافية كلها ليست ذات حساسية معلوماتية، فبعضها فقط لها حساسية معلوماتية وهي مواقع لا يحتاجها كل إنسان ولذلك هي تحمي نفسها ولنا طرقنا في حمايتها. وأفاد بأن الهيئة توجهت لجمع الجهات الحكومية كافة واللجان المعنية بالمساحة في السعودية لتكون الهيئة العامة للمساحة مرجعاً لها، إذ تصبح المعلومات الجغرافية المتداولة في الشؤون البلدية والقروية أو وزارة الزراعة والنقل والبريد وخلافها من الجهات المعنية بالمعلومات الجغرافية موحدة، وتكون مصطلحاتها معروفة بين تلك الجهات حتى لا يتشتت الجهد، مشيراً إلى أن الغرض من ذلك هو إعادة الجهات كافة لنظم موحدة من خلالها يمكن تبادل المعلومات الجغرافية بسهولة وعدم تكرار الأعمال، فالعمل الذي يتم في الشؤون البلدية ليس بالضرورة أن تعيده وزارة النقل، وهذا الأمر سيحد من استنزاف موارد الدولة في تكرار المشاريع المتعلقة. وأوضح أن الهيئة ستكون المرجع للشؤون البلدية والقروية وجهات الدولة كافة، وتم إنشاؤها لتكون جهازاً حكومياً يجمع أسس العمل الجغرافي تحت مظلة واحدة ويجيد إيصالها للمستخدمين سواء أجهزة الدولة أو جهات خاصة لها علاقة بالعمل العام، فهذا الذي نهدف إليه ونسعى لتقليص تضارب المعلومات أو تكرارها، موضحاً أن الهيئة توجهت لافتتاح فروع في المناطق الرئيسة من المملكة كما حدث في محافظة جدة، إضافة إلى إنشاء فرع في جازان وآخر في ضبا وهي أمور تعتمد على المخصصات المالية للهيئة. وعن تجربة البريد السعودي في العنونة ومدى الاستفادة من تجربته، قال الشهراني: كلنا جُدد على نظم المعلومات الجغرافية، فالمخطط كان يخطط على أفكار غير مؤسسة على معلومات جغرافية دقيقة وهناك أجهزة حكومية اضطرت أن تستقل ولا تنتظر كثيراً، إضافة إلى أن الدولة ترغب ألا يتعطل أحد من أجل انتظار الأمر المثالي، فالبريد خطا خطوة ممتازة وتعاقد مع شركات مختصة وهذه الشركات قامت بمسح للمواقع والمدن وعنونة الشوارع والمباني وحددت المؤسسات الخدمية وأصبحت معروفة. لافتاً إلى أن خدمات البريد أصبحت تصل إلى المنازل، كما أن المطاعم والفنادق والمستوصفات أصبحت معروفة بفضل العنونة البريدية، وليس من المصلحة تعطيل هذا من أجل أن نطلق الخدمات الجغرافية من مكان واحد، والدولة عندها مرونة وكانت تمشي بخططها على خطوط متوازنة والعمل على إطار عام يؤسس لهذا المبدأ فأنشأت الهيئة العامة للمساحة.