استمرت الاشتباكات العنيفة في محيط مدرسة المشاة عند مدخل حلب الشمالي بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون اقتحام المدرسة التي يحاصرونها منذ أسبوعين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتسببت المعارك حتى الآن بمقتل خمسة مقاتلين معارضين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «المدرسة تمتد على مساحة كبيرة وهي مهمة جداً وفيها أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية». إلا أنه أشار إلى أن السيطرة عليها ستكون «صعبة جداً ويحتاج الأمر إلى آلاف المقاتلين». وتقع المدرسة في بلدة المسلمية شمال حلب قرب مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين. وهي كلية لتدريب عناصر سلاح المشاة في الجيش السوري. ويحاصر المقاتلون المعارضون المدرسة منذ أسبوعين بعد استيلائهم على مبنى الزراعة القريب منها. في مدينة حلب، تدور اشتباكات عنيفة عند أطراف حي بستان الباشا الذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه منذ أيام، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى مقتل سبعة مواطنين في حي طريق الباب في «ظروف مجهولة». وذكرت وكالة أنباء «سانا» من جهتها أن وحدات الجيش نفذت أمس سلسلة عمليات «اتسمت بالدقة والسرعة» أسفرت عن القضاء على عشرات الإرهابيين في حلب. ونقلت عن مصدر مسؤول أن الجيش قام «بتطهير مستشفى الكندي في حلب بالكامل من المجموعات الإرهابية المسلحة التي اتخذته وكراً لتخزين الذخيرة والأسلحة والاعتداء على الأهالي والمواطنين في المنطقة». وكان مقاتلون معارضون سيطروا على هذا المستشفى الواقع شمال حلب قبل حوالى ثلاثة أسابيع. وأفاد المرصد السوري عن محاولات للجيش النظامي للتقدم نحوه أول من أمس. وارتفعت حصيلة قتلى القوات النظامية في معركة قاعدة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي التي انتهت بسيطرة مقاتلين إسلاميين بغالبيتهم على كامل القاعدة ومركز البحوث العلمية التابع لها، إلى 36 عنصراً فيما أسر وجرح 64 آخرون، بحسب المرصد السوري. وقال المرصد في بيان أمس إن المقاتلين من «جبهة النصرة وكتائب المهاجرين ومجلس شورى المجاهدين» الذين استولوا على القاعدة أمس استكملوا سيطرتهم على «مركز ومستودعات البحوث العلمية في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي». وأشار إلى أن الاشتباكات العنيفة التي وقعت خصوصاً في محيط المركز أسفرت عن «مقتل ما لا يقل عن 35 من عناصر القوات النظامية، وأسر وجرح نحو 64 بينهم سبعة ضباط». كما نقل عن ناشط احتمال أن يكون ما بين أربعين إلى خمسين جندياً تمكنوا من الفرار إلى مناطق أخرى. وكان جندي نظامي قتل قبل يومين بعد سيطرة المقاتلين المعارضين للنظام السوري على جزء من القاعدة، فيما لم يلق هؤلاء مقاومة كبيرة أول من أمس، بعد فرار معظم الجنود الذين كانوا في القاعدة وتجمعهم، بحسب المرصد، في مبنى البحوث العلمية. وغنم المقاتلون كمية كبيرة من الذخيرة والمتفجرات والأسلحة الخفيفة من القاعدة. ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المعارضة المسلحة حققت «تقدماً نوعياً» بهذا الإنجاز. وتقع القاعدة على بعد 12 كلم شمال غربي حلب وتمتد على مسافة كيلومترين مربعين تقريباً. وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة. وأفاد صحافي من وكالة فرانس برس كان في موقع الهجوم الأحد إن عدداً كبيراً من المقاتلين الذين دخلوا القاعدة عرب أو من القوقاز وأحد قادتهم رجل أوزبكي يطلق على نفسه اسم أبو طلحة. من جهة أخرى، قتل 11 كردياً في سقوط قذائف هاون على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب الذي تقطنه غالبية كردية أول من أمس، بحسب ما ذكر المرصد أمس. وبين القتلى ثلاثة أطفال وامرأتان. وأوضح ناشطون لوكالة فرانس برس أن مصدر القصف مواقع للمقاتلين المعارضين. وفي تقرير آخر للمرصد السوري أفاد عن وقوع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، قتل فيها ثلاثة مقاتلين تزامنت مع قصف واشتباكات على المناطق المحيطة بمدينة حرستا ومدن وقرى أخرى في الريف الدمشقي قتل فيها مدني. وكان سجل قصف صباحي على الأحياء الجنوبية في دمشق، تجدد بعد ظهر أمس. وانفجرت سيارة مفخخة بعد ظهر أمس في حي القدم في جنوب مدينة دمشق، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح وأضرار مادية. وقتل 18 شخصاً في دمشق وريفها، غداة مقتل 44 شخصاً في المنطقة نفسها، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل أنحاء سورية وعلى مصادر طبية. في محافظة دير الزور (شرق)، قتل سبعة مواطنين أحدهم طفل جراء القصف على قرية حطلة، وستة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دير الزور. وبلغت الحصيلة الأولية للقتلى في أعمال عنف في كل أنحاء سورية أمس 63 قتيلاً، بحسب المرصد. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين في المنطقة المحيطة بسورية وفي شمال أفريقيا تجاوز النصف مليون شخص. ويقيم اللاجئون السوريون في تركيا ولبنان والأردن والعراق، ويصل إليها أكثر من ثلاثة آلاف منهم يومياً. وأوضحت المفوضية أن أربعين في المئة فقط من اللاجئين السوريين المسجلين يعيشون في مخيمات للاجئين «والغالبية تعيش في أغلب الأحيان في منازل، عند سكان أو في مساكن مشتركة». وأضافت في بيان صدر في جنيف «وفقاً لأحدث أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان والأردن والعراق وتركيا وشمال أفريقيا فإن 509559 سورياً إما مسجلون بالفعل (425160) أو في انتظار تسجيلهم». وتابعت أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المنطقة ارتفع بنحو 3200 يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر) وأن ما يقرب من ألف سوري عبروا إلى الأردن خلال الليلتين المنصرمتين فقط. وأضافت المفوضية أن لبنان يستضيف الآن 154387 لاجئاً سورياً مسجلاً فروا من الصراع الدائر ببلادهم في حين استقبل الأردن 142664 لاجئاً سورياً وتركيا 136319 لاجئاً والعراق 65449 لاجئاً وشمال أفريقيا 11740 لاجئاً. وبالإضافة إلى ذلك قالت المفوضية إن أعداداً كبيرة من السوريين عبروا الحدود إلى دول بالمنطقة لكنهم لم يتقدموا لتسجيل أسمائهم كلاجئين والحصول على مساعدات. وذكرت مستشهدة بتقديرات حكومية أن من بين هؤلاء حوالي 100 ألف لاجئ في الأردن و70 ألفاً في كل من تركيا ومصر وعشرات الآلاف في لبنان.