اتهمت جماعة الحوثيين أمس سفراء الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية في اليمن بالتسبب في فشل الجولة الأولى من المفاوضات مع السلطة في حين بدأ مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر ادارة جولة جديدة من المفاوضات مطلقاً تحذيراته من خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد. ويعتقد مراقبون «أن الحوثيين يستغلون التفاوض مع السلطة لكسب مزيد من الوقت لحسم المعارك التي يقودونها في محافظة الجوف أولاً، ثم استكمال حشد أنصارهم في محيط صنعاء وداخلها استعداداً لإسقاطها بالقوة وفرض واقع جديد على مسار العملية الانتقالية وربما على مستقبل البلاد السياسي برمته». واستمرت أمس المواجهات في محافظة الجوف بين الحوثيين وقوات حكومية مدعومة بمسلحي القبائل الموالين لحزب «الإصلاح» وتدخل الطيران الحربي لليوم السادس على التوالي لقصف مواقع حوثية وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في غارة أصابت إحدى القرى البعيدة عن أماكن المواجهات. واتهم الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام أمس سفراء الدول العشر بالتسبب في فشل المفاوضات مع السلطة وقال عبر صفحته الرسمية على «فايسبوك» فيما «كانت النقاشات مستمرة مع السلطة حتى ظهر التدخل المباشر في مسارها من الدول العشر لإعادة المسألة إلى نقطة الصفر وتجاهل المطالب الشعبية في تصرف يؤكد حرص تلك الأطراف الخارجية على الهيمنة في إدارة البلاد». وكان سفراء الدول العشر حملوا أول من أمس في بيان مشترك جماعة الحوثيين مسؤولية التدهور الأمني في صنعاء ومحيطها ودانوا تهديد الجماعة العلني بإسقاط الحكومة بالقوة وعدم انسحابها من مدينة عمران واشتراكها في القتال في محافظة الجوف. وفي حين أكد عبدالسلام أن جماعته متمسكة بمطالبها لإسقاط الحكومة وإلغاء الزيادة في أسعار الوقود وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، كانت المفاوضات «قاب قوسين أو أدنى» من التوصل إلى اتفاق يلبي مطالب الجماعة في الحدود الممكنة مقابل وقف التصعيد وإزالة مخيمات المسلحين التي تطوق صنعاء من الجهات كافة. وكشفت مصادر حكومية ل «الحياة» أن فشل الجولة الأولى من المفاوضات كان سببه الخلاف على تفاصيل مشروع الاتفاق وقضاياه الفرعية، إذ يشترط الحوثيون إعادة توزيع المحافظات على الأقاليم الستة لضمان منفذ بحري على البحر الأحمر يتبع إقليم «آزال» الذي تقع في نطاقه المعاقل الرئيسة للجماعة، كما اشترطوا المشاركة في القرار السياسي والحد من صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي في إدارة المرحلة الانتقالية. في غضون ذلك أعلن مكتب بنعمر، أنه بدأ أعمال التيسير لجولة جديدة من المفاوضات بين السلطات وممثلين عن الجماعة لإيجاد حل سلمي للأزمة المتفاقمة والمهددة بنسف مسار الانتقال السياسي في اليمن. وأفاد بأن «بنعمر استمع إلى مستشار رئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي اللواء جلال الرويشان، وأمين العاصمة عبدالقادر هلال، وممثلي أنصار الله (الحوثيون) حسين العزي ومهدي المشاط». وأضاف أن بنعمر «شدد على أهمية التنبّه إلى خطورة المرحلة، وأبدى ثقته في إمكان التعاون بشكل جدي وبنّاء والتوافق للإسراع في إيجاد حل سلمي» كما أكد «أن المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن تشكل مرجعية لحل جميع النزاعات ولاستكمال العملية السياسية».