أدى رفض الحوثيين لذكر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في أي اتفاق ، خلال المفاوضات مع الوفد الرئاسي اليمني ، إلى توقف هذه المفاوضات من الأحد الماضي. وكان قد تم الاتفاق بين الطرفين على بنود كثيرة، ولكن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى رفض ما تم التوصل إليه لأن الحوثيين رفضوا ذكر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في أي اتفاق، كما أن الوفد اليمنى اشتكى من مطالب الحوثيين الكثيرة والمفاجئة والتي لا تندرج في الموضوعات الأساسية لحل الأزمة. وتدخل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في المفاوضات وأبلغ الحوثيين أنه وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية يرون أن المفاوضات يجب أن تكون في إطار المبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفك الحصار عن صنعاء، خاصة بعد أن تم الاتفاق على تخفيض جديد في أسعار المشتقات البترولية والاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وهو ما طالب به الحوثيون منذ بدء الأزمة. لكن ممثلي الحوثيين رفضوا ذلك وقالوا إن السلطة تريد التنصل مما تم الاتفاق عليه والعودة بالمفاوضات إلي المربع صفر ورفضوا تدخل أي أطراف خارجية في المفاوضات. وتهدف جماعة أنصار الله من عدم إدراج المبادرة الخليجية في أي اتفاق يتم التوصل إليه إلى إفشال العملية التفاوضية كلها من خلال تعطيل مسارها السياسي الذي فرضته المبادرة الخليجية والتي على أساسها انتخب الرئيس وتشكلت الحكومة الحالية كما سيؤدى ذلك إلي خلق واقع جديد سياسي جديد قد يستفيد منه الحوثيون. وعلى أرض الواقع، فإن ما جرى في محافظة الجوف اليمنية ليس بعيدا عما يجرى في المفاوضات التي تشهدها العاصمة صنعاء، إذ يحاول الحوثيون بكل قوة فتح محافظة الجوف التي تسيطر على الطريق المؤدية إلي 4 محافظات منها صنعاء وخلق واقع جديد يمكن أن يساندهم في المفاوضات مع الوفد الرئاسي. وتشهد مديرية الغيل التابعة للمحافظة اشتباكات عنيفة منذ نحو أسبوعين بين اللجان الشعبية التي يتزعمها حزب التجمع الوطني للإصلاح (الإخوان) والقبائل مدعومين من الجيش الذي تدخل طيرانه في الفترة الأخيرة لمساندتهم.. وتشير الأنباء الواردة من هناك إلي استمرار المعارك بين الجانبين حتى مساء أمس مما أسفر عن سقوط أكثر من 22 قتيلا من الحوثيين بينهم عدد من كبار القادة الميدانيين، فيما قتل اثنان من أبناء قائد مقاتلي الإصلاح الشيخ حسن أبكر.