اليوم السبت يوم غير عادي للكرة السعودية وحدث رياضي مهم يمثلنا فيه الأقدر والأجدر النادي الأهلي في نهائي القارة الآسيوية للأندية أبطال الدوري مع أولسان الكوري، وهو لقاء نأمل فيه أن يعود لكرتنا الوهج الذي فقدته وشيء من حضورها الذي خسرته.. هناك في كوريا يقف الأهلي شامخاً مشمراً عن ساعديه معلناً التحدي وحاملاً لواء رد الاعتبار غير آبهٍ بالأرض والجمهور اللذين سيلعبان مع خصمه ولا بالحكم الذي تغيّر فجأة، لأنه لم يصل إلى هذا النهائي إلا وقد أدار ظهره للخوف والفشل، كما قهر كل من قابله وهو يتخطى كل دور بهدوء يحسد عليه، فلم يقف في وجهه فريق إيراني أو سعودي كان متخصصاً في بطولة آسيا.. كما لم يثنه عن بلوغ مرامه قول البعض: «إن الآسيوية بنظامها الحالي صعبة التحقيق على الأندية السعودية»، إذ قدم درساً بالمجان في الإدارة والإرادة. وجود الأهلي في نهائي آسيا يجب أن يكون فأل خير على الأندية التي أعيتها السبل في فك العقدة الآسيوية، وهي في كل موسم تبحث عن عذر تلقي باللائمة عليه في الخروج الذي أصبح عادة سنوية، لأنه يقدم نماذج مشرفة في التخطيط وإدارة الفريق فنياً ونفسياً، فقد نأت به عن الضجيج الإعلامي الذي كثيراً ما أسقط أنديتنا وهي تسبغ الألقاب وتكيل عبارات المديح على نجوم الفريق، فلم يلحظ أحد نتيجة ذلك بتأثر مستوى أي لاعب كما يحدث عادة، وبدت الجدية سمة الفريق ككل، وروح الإيجابية هي السائدة للوصول إلى الهدف الذي كان واضح المعالم لدى الجميع وكل الطرق تؤدي إليه بسلاسة ومن دون تعقيد أو مطبات غير متوقعة، كتقاعس أو تمرد أو سفر غير مبرر، كما يحسب لإدارة الفريق أيضاً أنها تعاملت مع كل المباريات باحترافية عالية حتى والفريق يخسر بعضها، فلم نسمع لوماً لأحد من اللاعبين أو تحميله المسؤولية، ومثلهم كان الجمهور الأهلاوي العظيم، فقد كان أكبر داعم للاعبين ومحفز لهم، وأثبت أنه عاشق للكيان حد الثمالة وليس جمهور لاعبين، لأنه أخذ على عاتقه دعم الفريق ككل من الدقيقة الأولى وحتى انتهاء المباراة، ولأنه يثق بلاعبيه لم نسمع منه صراخاً ولا سباً في أحد منهم بعد خسارة مباراة الاتحاد، فكان ثمرة ذلك تأهلاً مستحقاً لنهائي القارة. الأهلي الراقي في كوريا وكلنا معه هناك قلباً وقالباً، تحفه دعواتنا وأمانينا بإعادة هيبة الكرة السعودية وتحقيق بطولة دوري أبطال آسيا، فقط ثقوا به، فالأهلي يقول: «سأفرحكم». وعندما يقول يطول. [email protected]