يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد ظهر اليوم إلى برلين على رأس وفد كبير يضم عدداً من الوزراء لعقد الاجتماع الدوري الرابع غداً بين أعضاء في الحكومتين الألمانية والإسرائيلية. وتحولت برلين منذ أمس إلى قلعة أمنية حصينة يحرسها نحو ألفي رجل أمن. وستلتقي المستشارة أنغيلا مركل بضيفها في مقرها مساء إلى مأدبة عشاء للبحث معه في المستجدات الأخيرة الناتجة من قبول الأممالمتحدة بغالبية كبيرة دولة فلسطين كعضو مراقب، وفي قرار الحكومة الإسرائيلية بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في القدسالشرقية والضفة الغربية كرد ثأري ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. وحذّر وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيلله من أن جهود السلام في المنطقة «أصبحت معلقة بخيط رفيع» مشيراً إلى أن الاستيطان «سيكون أحد المواضيع التي سيبحث فيها الجانبان». وتوقع مراقبون أن يسود المحادثات المنفردة التي ستجريها مركل مع نتانياهو بعض التوتر والتشنج بسبب القرار الذي اتخذته ألمانيا في اللحظة الأخيرة بالامتناع عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي فسّره الجانب الإسرائيلي بأنه موقف «غير مقبول من دولة صديقة» مقابل ارتياح الجانب الفلسطيني الذي كان يتوقع الأسوأ. كما لن يخفي رئيس الحكومة الإسرائيلية غضبه على ما قاله الناطق بلسان الحكومة الألمانية شتيفن زايفرت عن لسان مركل قبل وصوله إلى برلين بأن التوسع الاستيطاني «ينهي الثقة في وجود استعداد لدى إسرائيل للدخول في مفاوضات» تؤدي إلى تحقيق حل الدولتين المنشودتين من جانب المجتمع الدولي». والعلاقات الشخصية بين مركل ونتانياهو متوترة منذ أكثر من سنتين بعد نقله كلاماً غير صحيح عن لسانها. وانتقدت غالبية الصحف الألمانية بشدة أمس قرار إسرائيل، بما في ذلك صحيفة «دي فيلت» المعروفة بتأييدها الشديد للدولة العبرية. وبعدما وصفت الصحيفة قرار نتنياهو الاستيطاني ب «غير العقلاني» دعت إسرائيل «إلى أن تأخذ بعين الاعتبار أن المجتمع الدولي يريد تحقيق حل الدولتين لإنهاء النزاع».