في منزل متواضع جداً في حي الكوت القديم، يسكن أبناء أم بدر، وتحت سقف تخر منه مياه الأمطار في فصل الشتاء، وتتسلل منه حرارة الطقس في فصل الصيف، تعيش الأرملة مع أبنائها الثلاثة، ويشغلها سؤال: كيف أؤمن مستلزمات المدارس ومصاريف الحياة الكثيرة؟ وتكالبت الظروف الصعبة على الأرملة منذ وفاة زوجها قبل أعوام، وبخاصة توفير المال لشراء مستلزمات المنزل، حتى أن الثلاجة المتهالكة خالية من الأغذية، لافتة إلى أن سقف المنزل لا يقيهم مياه الأمطار ولا حرارة الصيف. وتقول أم بدر: «توفي زوجي منذ أعوام وترك لي ثلاثة من الأبناء، ولا يوجد لنا دخل سوى ما نتسلّمه من الضمان الاجتماعي، حتى أنني لا أعرف كيف استطيع شراء الأكل لأبنائي». وتصمت أم بدر كثيراً، وهي تشاهد أبناءها الثلاثة أمامها، لتلملم دموعها، وتضيف: «أنظر إلى المطبخ يخلو من الفرن، ولا توجد في منزلنا غسّالة، أما المكيفات فمتعطلة، ونحن ننام في غرفة واحدة لتعطل أجهزة التكييف في بقية غرف المنزل، وأيضاً بسبب ارتفاع فاتورة الكهرباء، وفي بعض الأوقات لا أستطيع الحصول على المواد الغذائية كي أجلبها لأبنائي، وكلي أمل في أهل الخير بمساعدتي في هذه الأزمة». وتحلم هذه الأسرة أن يكون لها نصيب في منازل وزارة الإسكان، كما تمنّت أم بدر الحصول على وظيفة مناسبة، تساعدها على تحمل أعباء الحياة، أو منزل صغير يؤويها مع أبنائها الأيتام. وتكمل أم بدر: «أحد أبنائي قرر ترك الدراسة، ولكنني أقنعته بأن يواصل دراسته حتى يستطيع تأمين مستقبله الوظيفي، وأن تسهم هذه الشهادة مع بقية إخوته في مسح أحزاني وصبري على تربيتهم». ولم تخفِ خوفها من تشتت الأبناء، بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة. ولكنها تتضرع إلى «الرب الكريم أن يحفظهم من كل شر، وأن يقرّ عينيها بهم». وحول مستلزمات الحياة، توضح: «بعد أيام سيأتي عيد الأضحى المبارك، ويعلم الله أنني أفكر كثيراً في مثل هذه المناسبات، فماذا أشتري لهم، ومن أين؟ ومرت أيام شهر رمضان الكريم، وكان أهل الخير يجودون علينا ببعض المواد الغذائية».