سقطت قذائف عدة مصدرها سورية في بلدة حدودية تركية من دون أن تتسبب بسقوط ضحايا، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول الرسمية أمس. وسقطت القذائف ليل السبت -الأحد بالقرب من بلدة ريحانلي في جنوب شرقي تركيا بالقرب من الحدود السورية، تزامناً مع اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بحسب ما أفادت الوكالة. ولم يتضح مباشرة ما إذا كانت المدفعية التركية قد ردت على مصدر القذائف بعد هذه الحادثة. ولجأت القوات التركية إلى الرد على سقوط القذائف من سورية منذ أن أدت إحداها إلى مقتل خمسة مدنيين أتراكاً في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وبعد تكرار هذه الحوادث في الفترة الماضية، لجأت تركيا إلى حلف شمال الأطلسي، متقدمة بطلب رسمي لنشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على حدودها مع سورية. ومن المتوقع أن يرد الحلف قريباً على الطلب التركي. وتدهورت العلاقات بين تركيا وسورية بعد أن دعمت أنقرة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس الأسد. ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي الثلثاء والأربعاء في بروكسيل لإعلان تضامنهم مع تركيا حيث يستعد الحلف لنشر بطاريات باتريوت قرب حدودها مع سورية. واعتبرت مصادر ديبلوماسية أن الحلفاء لن يفاجئوا أحداً إذا وافقوا على نشر صواريخ الباتريوت بناء على طلب أنقرة. وأعلنت الناطقة باسم الحلف يوانا لونغسكو أن الرد سيصدر «خلال الأيام القليلة المقبلة» وأنه قد يأتي الثلثاء في أول يوم من الاجتماع في مقر الحلف الأطلسي. وفضلاً عن هذه القضية يتوقع أن يبحث الوزراء في النزاع السوري بينما أعلنت زميلتهم الأميركية هيلاري كلينتون الخميس أن الولاياتالمتحدة لا تنوي تقديم مزيد من المساعدة لقوات المعارضة. وأوضح ديبلوماسي «أنه ملف معقد جداً والدول الغربية تدرك أنها إذا لم تزد في دعمها لمقاتلي المعارضة فقد لا تتمتع بأي نفوذ لديهم عندما يسقط نظام بشار الأسد». وسيبحث وزراء الخارجية أيضاً الملف السوري مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف المدعو إلى غداء عمل الثلثاء. وأعرب لافروف مؤخراً عن «قلق» بلاده، حليفة النظام السوري منذ زمن طويل، من نشر «باتريوت»، مؤكداً أن «تجميع الأسلحة يزيد من خطر استعمالها». وقد شددت تركيا على غرار الحلف الأطلسي على أن مهمة صواريخ باتريوت محض «دفاعية». وقال الرئيس التركي عبد الله غول «انه إجراء وقائي ولن يستعمل قطعاً في عمليات هجومية». من جانبها أعلنت لونغيسكو أن نشر باتريوت «سيدفع بأي كان يريد مهاجمة تركيا إلى الإمعان في التفكير قبل أن يفعل ذلك». ولا تتمثل مهمة باتريوت من طراز باك-3 التي تصنعها مجموعة لوكيد مارتن الأميركية، في التصدي للقذائف بل لاعتراض صواريخ باليستية مثل سكود التي تملكها سورية.