عندما يلتقي الأهلي بالاتحاد اليوم، فإن أموراً كثيرة تغيرت في الفريقين بعد آخر لقاء جمعهما قبل شهر في نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، ويومها فاز الأهلي وتأهل لمقابلة أولسان الكوري. ومنذ ذلك التاريخ، مر الفريقان بظروف تكاد تكون متشابهة، ففريق الأهلي لم يذق طعم الفوز منذ عودته من كوريا وخسارته للنهائي، حتى أن جمهوره رفع لافتة بعد لقاء الاتفاق الأخير كتبت عليها عبارة «أعيدوا لنا الأهلي من كوريا». أكاد أجزم هنا أن من كتب هذه العبارة، لا يمكن إلا أن يكون أحد اثنين، فهو إما شاعر، أو غارق في عشق فريقه، وقد صنع منه العشق شخصية شاعر عبّر عن عدم الرضا بوضع فريقه بطريقة بسيطة، ولكنها عميقة في معناها وتأثيرها. ولعل بلاغة هذه العبارة تكفي لشرح حال الأهلي الذي ذهب إلى كوريا بوجه، وعاد لنا بوجه آخر، أثار الكثير من علامات الاستفهام في الشارع الرياضي، ووضع جمهوره الكبير في حيرة وتساؤل مستمر «ماذا أصاب الأهلي»؟ أسئلة سيبقى جمهور الأهلي يطرحها، حتى يعود الفريق الذي كان قبل أشهر عدة قاب قوسين أو أدنى من الفوز ببطولة الدوري، الذي لم يحسم إلا مع الثواني الأخيرة لصافرة آخر مباراة جمعته بمنافسه على اللقب فريق الشباب. وعلى رغم صعوبة وقساوة فقدان لقب الدوري على ملعبه ووسط جمهوره، إلا أنه استطاع العودة سريعاً وتحقيق لقب كأس الملك للأندية الأبطال، فكان موسماً استثنائياً لفريق استثنائي، حصد معه الإعجاب إلى جانب الألقاب. ربما أراد الأهلي أن يعود ويصالح جمهوره من الباب الكبير، من أمام منافسه العتيد والعنيد والعميد، لكنه مكان وزمان لم يختره الأهلي، ولم يخطط له، إلا أنه أجبر عليه، فلم يعد أمام لاعبيه وإدارته وأجهزته الفنية والإدارية والطبية إلا الفوز، وهو الخيار الوحيد لعودة ثقة الجمهور الأهلاوي في فريقه. لن يقبل أنصار الأهلي بخسارة خامسة من أحد فرق الوسط، فكيف يمكن القبول بخسارة من أمام الاتحاد؟ ولا ألوم الجمهور، لكنني أعتقد أن الخروج من مواجهة اليوم بتعادل هي نتيجة جيدة ومرضية، بخاصة أن الفريق الاتحادي يعاني من أزمات إدارية وفنية. لكن لو افترضنا أن الفريق خسر لقاءه هذا المساء أمام منافسه التقليدي الاتحاد، وهو الفريق العازم - على الثأر - من لقاء الإقصاء آسيوياً، فهل معنى ذلك الحكم على الأهلي بالنهاية؟ أم سيتقبل محبو الأهلي وعشاقه هذا الوضع، ويسهموا في عودة فريقهم الحاضر الغائب؟ على كل حال، يمكن وضع عنوان لهذه المباراة ينطلق من حاجة الفريقين للفوز، وهو «عبور النفق»، فإن عبره الأهلي فقد صالح جماهيره، وإن عبره الاتحاد فتلك واحدة من أهدافه في مباراة اليوم، وإن شاركه الأهلي في هذا الهدف، وتلك طبيعة لقاءات ال«دربي». @ صدى: حفظكم الله يا خادم الحرمين الشريفين، ملكاً وقائداً ووالداً لشعبك الذي لا يحتاج إلى استفتاء، ليؤكد لكم حبه ودعاءه بأن يلبسكم الله ثياب الصحة والعافية. [email protected] @abdullalshaikhi