إذا استثنينا فوزي الاتحاد والاتفاق في بداية مشوارهما في دوري أبطال آسيا، وكأس الاتحاد الآسيوي، فإن تعادل الهلال على أرضه أمام بيروزي الإيراني هو خسارة للفريق الأزرق، وفوز لمنافسه. أما الخسارة الوحيدة التي حدثت لفريق سعودي في الجولة الأولى، فكانت لفريق الأهلي أمام الخويا القطري في لقاء الفرص المهدرة من الجانبين، وخسارة مضاعفة لفريق الأهلي بعد أن اضطر مدربه لاستبدال اثنين من لاعبيه نتيجة الإصابة. وبحسابات كرة القدم، ومفهوم اللعب خارج أرضك وداخل أرضك، ونظام الذهاب والإياب في مثل هذه البطولات، فإن فرص التعويض للخاسرين تبقى قائمة. وعلى اعتبار أنه تبقى لكل فريق من كل مجموعة خمس مباريات، منها ما سيقام على أرضه وبين جمهوره، ومنها ما سيكون على أرض المنافسين. فإن ثقافة تحقيق الفوز على ملعبك، هي أهم الأهداف والتوصيات التي يجب أن تخرج من قاعات الاجتماعات مع اللاعبين قبل أي بطولة كانت، حتى وإن كانت بطولة محلية. وفي المقابل، فإن الحصول على التعادل خارج ملعبك - كأقل الأضرار - هي كذلك ثقافة أخرى يركز عليها المدرب الذي يعرف ماذا يفعل، وكيف يحقق هدفه؟ كنت أتحدث يوم الأربعاء الماضي - يوم المباراة - في برنامج إرسال على القناة الرياضية السعودية عن فريق الهلال ولقاءاته مع الفرق الإيرانية، وذكّرت بمواقف الفرق الإيرانية، وتمنيت أن يتجاوز الهلال الحاجز النفسي. لكن مساء ذلك اليوم كرّر ما سبق أن وقع فيه الهلال على أرضه أمام الفرق الإيرانية، وعجز زملاء الشلهوب عن تحقيق الفوز في أول مشوار لهم في دوري أبطال آسيا. وعلى رغم أن الفريق الإيراني لم يكن بالفريق الذي يصعب الفوز عليه، بصرف النظر عن ترتيبه في الدوري في بلاده، لكنه نجح في العودة بالتعادل، وهو الهدف الذي لعب من أجله. على عكس فريق بيروزي الإيراني، كان حال فريق الأهلي السعودي في لقائه خارج ملعبه مع فريق الخويا القطري، إذ ظهرت نوايا مدرب الأهلي التشيخي غاروليم وإصراره منذ البداية على اللعب بطريقة هجومية. مثل هذه الحسابات الخاطئة عند بعض المدربين، ومنهم مدرب الأهلي، تقلّل كثيراً من فرص فرقهم في المنافسة على بطاقة التأهل، وهو يصرّ على اللعب بمهاجمين صريحين وثابتين. ويبدو أنه غاب عن مدرب الأهلي أنه يقابل الفريق صاحب الصدارة في الدوري القطري، وهو أيضاً بطل دوري النجوم في قطر في الموسم الماضي. وسواء كان الفريق بطلاً ومتصدراً، أو يقبع في آخر قائمة ترتيب الفرق في بلاده، فإن احترامه على ملعبه، هو ما يجب أن تتنبه له الفرق السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا في نسختها الحالية، إن هي أرادت المنافسة والوصول إلى الأدوار النهائية. خلاصة القول، يمكن وصف نتيجتي الأهلي والهلال في الجولة الأولى بأنها مخيبة للآمال، ومقنعة ومرضية بالنسبة للاتحاد، وممتازة لفريق الاتفاق، إلّا أن المقبل يبقى هو الأهم، مع أهمية حصد نقاط الجولة المقبلة. صدى تمسكك بمبادئك، دليل نضجك واستقلاليتك! [email protected]