عشية بدء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم، بمناقشة تقرير المدير العام للوكالة يوكيا أمانو حول الملف النووي الإيراني، نفى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني تعرّض عمال في منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان، لمشاكل صحية، معلناً أن بلاده ستكثّف «بكل اقتدار» تخصيب اليورانيوم. وكانت وكالة «مهر» نقلت عن رئيس هيئة الطوارئ في إيران غلام رضا معصومي، أن عمالاً في منشأة أصفهان يعانون مشاكل صحية لم يحددها. وأشار إلى «حوادث» في المنشأة حيث تُحوّل «الكعكة الصفراء» إلى سداسي فلورايد اليورانيوم السام، مضيفاً أن «أناساً كانوا في المنطقة، مثل منشأة أصفهان، عانوا من حوادث عولجوا منها». وحذر من «مشاكل قد يواجهها مدنيون يقطنون قرب المنشآت النووية»، لكنه استدرك أنه لم يُسجّل أي حادث خارج «بيئات نووية محددة». وطمأن إلى وجود «وحدات خاصة للطوارئ، جاهزة للتعامل مع حوادث نووية». ونقلت الخدمة الفارسية في «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن «مصدر مطلع» إن استنشاق غاز سداسي فلورايد اليورانيوم، تسبّب في مشاكل في الجهاز التنفسي لعمال في منشأة أصفهان. وحضّ معصومي على «وجوب أن تكون كل خدمات الطوارئ، مدربة ومستعدة لمواجهة حوادث نووية». وسحبت «مهر» التقرير بعد ساعات على نشره، فيما نفى عباسي دواني ما ورد فيه، مؤكداً أن «كل النشاطات النووية الإيرانية يخضع لمراقبة الوكالة الذرية وإشرافها». وأشار إلى التزام بلاده «معايير السلامة والأمان النوويين في شكل كامل»، مشدداً على أن منشأة أصفهان لم تشهد أي حادث، لكنه استدرك أن ذلك «قد يحصل، وأحداث مشابهة لا تعني تسرّب مواد مشعة». ونفى عباسي داوني إعلان الوكالة الذرية في أحدث تقاريرها حول الملف النووي، تأجيل موعد تشغيل مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، ستة أشهر إلى الربع الأول من العام 2014، وقال: «الاعتبارات الأمنية تجعلنا نتقدّم بحذر، لأن العدو يريد الإضرار بهذا المفاعل، ولا مشكلة من الناحية الفنية أو الموازنة. على رغم الإشاعات، تتقدّم الأشغال وفق الجدول الزمني المقرر، وسنختبر قريباً وقوداً افتراضياً» في المفاعل. وزاد: «على رغم العقوبات، تمكننا من زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي في شكل كبير، وتخصيب اليورانيوم، وهذا التطور سيتواصل هذه السنة (الإيرانية التي تنتهي في آذار - مارس 2013)، سنواصل التخصيب بكل اقتدار». واعتبر عباسي دواني أن أعداء بلاده «ليسوا قادرين على شنّ هجوم عليها، بل يعملون بمقدار التخريب الصناعي الذي نفذوه... ولو كانت أميركا والكيان الصهيوني قادرين على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، لفعلا». وأعلنت مصادر ديبلوماسية، في فيينا، أن الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران، ستقترح عليها معاودة المحادثات في اسطنبول خلال النصف الأول من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، مشيرة إلى أن «الولاياتالمتحدة ترغب في تسريع وتيرة المفاوضات». لكن الدول الست مستعدة لتأجيلها إلى كانون الثاني (يناير) المقبل. على صعيد آخر، أعلنت طهران تدشين غواصتَين وحوامتين، وبدء المرحلة الثانية من تدشين مدمرة، في ميناء بندر عباس قرب مضيق هرمز. وقال قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري: «نشهد للمرة الأولى في العالم، تركيب نظام لإطلاق صواريخ على حوامة، وهذا إنجاز للقوات الإيرانية».