مع اعلان زعيمة حزب "كاديما" سابقا، تسيبي لفني، العودة الى الحياة السياسية عبر خوض الانتخابات البرلمانية في اسرائيل برئاسة حزب جديد اطلقت عليه "الحركة بقيادة لفني"، ومع صعود اليمين المتطرف والمستوطنين الى مقاعد متقدمة في قائمة "الليكود"، يكون بنيامين نتانياهو قد تلقى ضربتين في ان معاً، قد تساهمان في تراجع نسبة احتمالات فوزه الكبير في الانتخابات البرلمانية، كما توقعت له استطلاعات الراي قبل الاعلان عن حزب لفني وقائمة حزبه. فتعزيز قوة اليمين المتطرف والمستوطنين في حزب الليكود، من شأنه ان يؤدي الى انسحاب عدد من الشخصيات البارزة في هذا الحزب والتي تحمل مواقف ليبرالية وفي المقابل اذا ما احسنت لفني مفاوضاتها مع بقية الاحزاب والشخصيات السياسية البارزة فقد تتجند قوى اليسار والليبراليين وراء لفني، وهذا قد يؤثر على حزب الليكود. ولم يخف مقربون من نتانياهو قلقه من ابعاد هذه الوضعية وكخطوة اولية للتخفييف من الاضرار اعلن انه لن يتنازل عن ابرز الشخصيات المعتدلة، التي سقطت من قائمته، الوزراء دان مريدور وميخائيل ايتان ونجل مناحيم بيغن الوزير بيني بيغن. لفني، وفي المؤتمر الصحافي الذي اعلنت فيه عن حزبها الجديد، ركزت على ابعاد الوضعية الجديدة لحزب "الليكود" وخطورة زيادة قوة المستوطنين والمتطرفين والمتعصبين، غير انها تعرضت لحملة انتقادات من حزبها السابق "كاديما"، الذي اعلن نواب فيه انضمامهم الى حزب لفني. اذ اعتبر الحزب خطوتها بعيدة عن الحكمة السياسية ومن شانها تفتيت معسكر الوسط بدلا من رص صفوفه. اما حزب الليكود فقد اختار ان يواجه قرار لفني بالتذكير ببعض مواقف لها، تتعلق بمستقبل اسرائيل، على حد تعبيرهم، ولها ابعاد سياسية وفي مركزها تاييدها خطة الانفصال عن غزة. وبالنسبة لليكود فان دعم لفني لهذا الانفصال هو الذي ادى الى دخول حركة حماس الى القطاع. وفي رده على تشكيل حزب لفني اضاف " لم تكتف لفني بدخول حماس وتقويته انما تسعى الان، جاهدة، لجلب حماس وايران الى الضفة ايضا وهذا يدل انها عديمة المسؤولية القومية ووالحكمة السياسية ولذا فهي غير قادرة على اتخاذ اي قرار. وجاء حديث حزب الليكود عن حركة حماس ردا على ما ذكرته لفني في المؤتمر الصحافي، بان حركة حماس خرجت من المواجهة العسكرية الاخيرة في قطاع غزة بمركز سياسي اقوى، حيث تبين ثمن السياسة الخاطئة التي تنتهجها حكومة نتنياهو، كونها تجري مفاوضات مع الارهابيين وليس مع اولئك الذين يعملون لاحباط عمليات ارهابية، على حد تعبير لفني، التي استهلت كلمتها بانتقاد سياسة حكومة نتانياهو التي برايها ادت الى اقامة دولتين فلسطينيتين، واحدة في الاممالمتحدة والاخرى دولة حماس فيي غزة.