سيطر مقاتلو المعارضة السورية امس على جسر استراتيجي على نهر الفرات يربط محافظة الرقة في شمال شرقي سورية بمدينة حلب، ما يعني عملياً انهم قطعوا كل طرق الامدادات الى حلب، بعدما كانوا قد سيطروا على مدينة معرة النعمان في شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وبذلك تكون المعارضة قد احكمت سيطرتها على المنطقة الممتدة على مسافة 70 كلم بين محافظتي حلب والرقة المتاخمتين للحدود التركية. وتواصل الوية المعارضة عملياتها ضد قوات النظام في حلب التي تشهد معارك دامية منذ اربعة اشهر. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى قصف تعرضت له امس بلدة حارم في محافظة ادلب من طائرات حربية استهدفت تجمعا لمقاتلين من كتائب عدة. وتتعرض معرة النعمان وبلدة كفرومة في ادلب لقصف بالطائرات الحربية، يترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة على المدخل الجنوبي لمعرة النعمان التي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليها. وفي ريف دمشق شهدت مدينة داريا معارك عنيفة امس. وذكر «المجلس الوطني السوري» ان اكثر من 130 شخصاً سقطوا في الأيام الماضية في داريا. واوضح المرصد السوري ان غالبية هؤلاء من المقاتلين المعارضين. واشار بيان «المجلس الوطني» الى ان قوات النظام تقصف داريا منذ ثلاثة اسابيع بالأسلحة الثقيلة، من طائرات حربية مقاتلة وراجمات صواريخ ودبابات، وان معظم سكان المدينة نزحوا عنها. وفي المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام ان داريا «تحولت الى حصن للارهابيين الذين توافدوا اليها من مناطق عدة في ريف دمشق بهدف الزحف نحو العاصمة». وقالت ان اغلبية المسلحين «غير سوريين يضعون شعار تنظيم القاعدة ولديهم أسلحة وعتاد متوسط وثقيل، اضافة الى مدافع هاون». وتوقعت ان يحسم الجيش معركة داريا «خلال الأيام القليلة المقبلة». وقامت امس طائرة حربية بقصف مقر للقيادة المشتركة للمجالس العسكرية المعارضة في بلدة اطمة في شمال غربي سورية، من دون وقوع ضحايا. كما نفذ الطيران الحربي غارة بعد الظهر على معبر باب الهوى على الحدود التركية الذي تسيطر عليه المعارضة. واشار سكان الى ان الطائرات كانت تحلق على مقربة من الحدود التركية. من جهة اخرى اعلن امس ضباط منشقون عن الجيش السوري تأسيس «تجمع الضباط الاحرار». وقالوا في بيان ان هدف التجمع «وضع الاسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد»، وانهم ينوون التعاون مع «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» الذي انشىء اخيرا في الدوحة. ويقود التجمع الجديد العميد محمود ايوب، وسيضم كافة الضباط العاملين في الجبهات. وأعلن البيان ان مهمة التجمع دعم «الجيش السوري الحر ووضع الأسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد المدافع عن حقوق الشعب وكرامته». وقامت القوى والفصائل المعارضة بعدة محاولات لتوحيد صفوفها منذ بدأت المعارك ضد النظام من دون التوصل الى نتيجة حاسمة. واعلنت مجموعة كتائب والوية اسلامية في منطقة حلب بينها «جبهة النصرة» و»لواء التوحيد»، وهما اكبر مجموعتين مقاتلتين في شمال سورية، في 19 تشرين الثاني الجاري رفضها «الائتلاف الوطني»، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة اسلامية. وكرر الجيش التركي إن صواريخ أرض جو من طراز «باتريوت» التي ينتظر ان يقوم حلف شمال الأطلسي (ناتو) بنشرها قرب الحدود التركية مع سورية ستستخدم لحماية الأراضي التركية وليس لاقامة منطقة حظر طيران فوق سورية. وقال ان هذا الاجراء له هدف دفاعي محض. وأضاف البيان ان فريقا مشتركا من تركيا و»ناتو» سيبدأ اليوم العمل لتقويم أماكن نشر الصواريخ والعدد اللازم وعدد القوات الأجنبية التي سترسل لتشغيلها. وعلى الصعيد السياسي، اكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف موقف حكومته من الازمة السورية. وانتقد في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» وصحيفة «لو فيغارو» عشية الزيارة التي يقوم بها لباريس دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، معتبرا انه «غير مقبول اطلاقا بنظر القانون الدولي». وقال انه بحسب مبادئ هذا القانون «لا يمكن لاي دولة القيام بعمل يهدف الى قلب نظام قائم في بلد ثالث بالقوة». واضاف ان «روسيا لا تدعم نظام الاسد ولا المعارضة. ان موقفنا محايد»، مشددا على ان الحل الوحيد للازمة السورية يكمن في بدء مفاوضات بين اطراف النزاع وتنظيم انتخابات جديدة. وقال مدفيديف ان التعاون العسكري بين موسكوودمشق «كان على الدوام شرعيا»، مشيرا الى ان الاممالمتحدة لم تفرض حظرا على تسليم الاسلحة الى سورية. وذكر ان كل الاسلحة الروسية لسورية «تهدف الى الدفاع عن النفس في مواجهة عدوان خارجي». واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان فرنسا قررت منح «الائتلاف الوطني» السوري مساعدة انسانية عاجلة بمبلغ 1,2 مليون يورو. وقال ان «الوضع الانساني في سورية يتدهور. ولا بد ان يتحرك المجتمع الدولي».