تواصلت العمليات العسكرية لجيش النظام أمس على مدن وبلدات في إدلب وحلب وريف دمشق، بعد مقتل نحو 200 سوري الأربعاء حيث يسعى الجيش الحر إلى قطع الإمداد عن القوات النظامية التي تسعى بدورها إلى استعادة حمص. وذكر مراسل صحافي أن المعارضين المسلحين سيطروا على مقطع يمتد نحو خمسة كيلومترات على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان التي يسيطرون عليها أيضا. وتشكل معرة النعمان ممرا إجباريا لتعزيزات الجيش المتوجهة إلى حلب التي تشهد معركة حاسمة منذ ثلاثة أشهر. وقال ناشطون من المعارضة إن مقاتلي المعارضة هاجموا قاعدة للجيش السوري قرب الطريق السريع الرئيسي في شمال البلاد أمس في محاولة لتعزيز سيطرتهم على خط إمداد إلى حلب بعد السيطرة على بلدة استراتيجية في المنطقة. وقال الناشطون إن مقاتلي المعارضة استخدموا دبابة واحدة على الأقل استولوا عليها من الجيش، وقذائف صاروخية، وقذائف مورتر لضرب قاعدة وادي الضيف التي تبعد ثلاثة كيلومترات إلى الشرق من بلدة معرة النعمان. وقال محمد كنعان وهو ناشط معارض في المنطقة «مقاتلو المعارضة يهاجمون وادي الضيف منذ الليلة الماضية لكن الجيش مازال يقصف معرة النعمان منها. ومازالت الطائرات الحربية تواصل قصف المدينة». ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع إصابات. ومن الصعب التحقق من التقارير الواردة من سورية لأن السلطات السورية فرضت حظرا على معظم وسائل الإعلام المستقلة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في مارس (آذار) العام الماضي. وقتل 30 على الأقل من مقاتلي المعارضة، وعشرات من القوات الموالية للأسد الأربعاء في معركة جنوبي معرة النعمان حيث قالت مصادر المعارضة إن مقاتليها تصدوا لمحاولة من الجيش السوري لاستعادة البلدة التي تقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى تركيا على مسافة 280 كيلومترا إلى الشمال من دمشق. وتحشد تركيا قوات على امتداد حدودها التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر في الأسبوع الماضي بعد سقوط قذائف من شمال سورية على الأراضي التركية الأمر الذي أدى إلى رد مماثل. وأحصت لجان التنسيق المحلية ما لا يقل عن 197 قتيلا بينهم نحو 50 وجدت جثثهم في بلدات دير العصافير وداريا وجسرين وزملكا بريف دمشق فيما يبدو أنها إعدامات جماعية. وعلى الصعيد السياسي يجتمع المجلس الوطني السوري المعارض الأسبوع المقبل في الدوحة لإعادة هيكلة نفسه بهدف استقطاب قوى معارضة أخرى تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية، ويعتزم نقل مقره قريبا إلى سورية التي ستستقبل في غضون أيام على الأرجح الموفد المشترك الأخضر الإبراهيمي الذي بدأ جولة جديدة في المنطقة. دبلوماسيا، بدأ الموفد الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الأربعاء زيارة إلى المملكة في مستهل جولة ثانية له تشمل دولا في المنطقة بينها سورية على الأرجح.