قدمت الحكومة الاسترالية اليوم الاثنين، اعتذاراً رسميا امام البرلمان لضحايا الاعتداءات الجنسية التي وقعت في صفوف الجيش، والتزمت دراسة كل شكوى على حدة من الشكاوى التي جمعت في اطار تحقيق وطني، وتقديم التعويضات اللازمة للمتضررين. وقد شكل فريق لدراسة الشكاوى، على ان ترفع الحالات المستوجبة الى الشرطة والقضاء لاجراء الملاحقات اللازمة. ومن مهام هذا الفريق ايضا تقديم الدعم النفسي والصحي للضحايا. وقال وزير الدفاع ستيفين سميث، في خطاب امام البرلمان ان "رجالا ونساء في الجيش تعرضوا لاعتداءات جنسية وجسدية ونفسية من قبل زملاء لهم، وهذا الامر غير مقبول وهو لا يعكس قيم المجتمع الاسترالي الحديث والمتعدد والمتسامح". واضاف "باسم الحكومة، اقدم اعتذاري اليوم للرجال والنساء في القوات المسلحة الاسترالية الذين عانوا من استغلال جنسي او من اي نوع آخر من انواع العنف". وانتقد الوزير بحدة المسؤولين الكبار الذين يتولون مناصب رفيعة في جيش، والذين "خانوا الثقة" الموكلة اليهم سواء من خلال تصرفاتهم او من خلال سلبيتهم تجاه ما يجري. وقدم القائد العام للقوات المسلحة الاسترالية الجنرال دايفيد هورلي اعتذاراته ايضا، واقر ب"الاضرار والمعاناة التي عاشها بعض الجنود". وقال ان القوات المسلحة "بدأت بمهاجمة جذر المشكلة من خلال برنامج الاصلاح الذي يرمي الى تغيير ثقافة" الجيش. وقد رصدت الحكومة مبالغ مالية لدفع تعويضات للضحايا، بواقع خمسين الف دولار استرالي (حوالى 48 الف دولار اميركي) للشخص الواحد. وستكون هذه المبالغ تحت اشراف القاضي السابق في المحكمة العليا في غرب استراليا لون روبرت سميث. وقد كشف النقاب عن تقرير حول الانتهاكات الجنسية في الجيش اعدته الحكومة في منتصف حزيران/يونيو، وقد القى الضوء على مماسات وانتهاكات تجري في المؤسسة العسكرية منذ الخمسينات من القرن الماضي. وتناول هذا التقرير 850 حالة قاسية وقعت خلال سبعين عاما، منها حالات اعتداء جنسي او عنف تجاه فتيان مراهقين منهم من كان في الثالثة عشرة من عمره، وهو العمر الادنى الذي كان محددا للانضمام الى الجيش بعد الحرب. وقد رفع هذا العمر الى السابعة عشرة. ويشير التقرير الى انتشار ثقافة التستر على حالات الاعتداء، لييس فقط لانه لم تجر محاسبة المسؤولين، بل لان الضحايا الذين كانوا يبوحون بالامر كانوا يتعرضون للتهميش. وقد طلبت الحكومة إعداد هذا التقرير بعد الكشف عن عدة فضائح جنسية في أوساط الجيش الاسترالي. وكانت كلية عسكرية قد فرضت عقوبات في العام 2011 على طالبة في الثامنة وعشرة من العمر سجل صديقها تفاصيل علاقتهما الحميمة في شريط فيديو شاهده على الكمبيوتر زملائهما في الكلية. وقبل عدة أشهر، اعد تقرير يمتد على 400 صفحة عن سلسلة من الاحداث التي جرت في العام 2009 على متن السفينة الحربية "إتش إم إيه إس ساكسس" حيث كانت تسود "ثقافة الافتراس" وإدمان الكحول، وكانت تقدم مثلا جائزة لكل جندي ينجح في إغواء زميلة له.