لم تمضِ أيام على كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه يعمل على خطة لحل القضية الكردية، ودفع متمردي حزب العمال الكردستاني إلى ترك السلاح، عبر اقتراحات جديدة لا تستبعد عودة الحوار الأمني مع زعيمهم المعتقل عبدالله أوجلان، حتى سرّبت صحيفة «زمان» الإسلامية معلومات من تقرير الطب الشرعي لتحليل عينة من جثة الرئيس الراحل تورغوت أوزال (65 عاما) الذي أنتخب العام 1989، كشفت موته مقتولاً وليس بسبب أزمة قلبية كما أشيع العام 1993 . وبدا الخبر كأنه محاولة لتذكير أردوغان بعاقبة كل من يحاول حلّ القضية الكردية من خلال الحوار مع أوجلان وحزب العمال الكردستاني المسلح. وتزامن ذلك مع مقتل 8 من عناصر «الكردستاني»، بينهم 4 نساء، في اشتباكات أندلعت مع الشرطة في إقليم بينغول (شرقا). ونقلت الصحيفة عن التقرير الخاص بدرس عينات أخذت قبل أسابيع من رفات أوزال وتحليلها، وذلك تنفيذاً لأمر أصدره النائب العام بفتح قبره مجدداً، أنه «عثر على أربعة أنواع من السموم في جسم أوزال، بينها مادتا اميكيوم و بولونيوم المشعتان اللتان أستخدمتا لإضعاف مقاومة الجسم وإنهاكه تدريجاً، قبل أن يقضي عليه نوعان من السم هما كادمينيوم و دي. دي. تي المعروفة سابقاً باستخدامها لإبادة الحشرات». وأفاد التقرير بأن «السموم وصلت إلى الرئيس الراحل عبر خلطها في طعامه أو شرابه»، ما يتفق مع رواية زوجته سمرا أوزال التي كانت شككت مرات في كوب من العصير تناوله قبل أن تتدهور صحته ويسقط ميتاً بعد ساعات قليلة. وكانت صحيفة أخرى مقرّبة من الحكومة سرّبت الشهر الماضي بوجود سم في عينات جثة أوزال. لكن مصلحة الطب الشرعي نفت ذلك مطالبة بانتظار إنجاز الفحوص، وتقديم التقرير النهائي إلى النائب العام، والمتوقع مطلع الشهر المقبل، فيما لم تكذّب المصلحة التسريبات الجديدة ولم تعلّق عليها. وكان الرئيس عبدالله غل أمر العام الماضي بفتح ملف في شأن ظروف وفاة سلفه، بعدما أبلغه نجل الأخير أحمد أنه يملك أدلة قوية على وفاة والده مقتولاً، وأن «قوى خفية داخل تركيا قتلته لأسباب سياسية». وسرت شائعات منذ سنوات بأن أوساطاً عسكرية قومية متطرفة قد تكون مسؤولة عن اغتيال أوزال الذي فكر جدياً بإعطاء الأكراد في تركيا حكماً ذاتياً أو فيديرالية، من أجل إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني، وذلك بعدما تبادل رسائل مع أوجلان الذي كان يعيش في سورية حينها. واشتهر أوزال بكونه السياسي التركي الأول والوحيد الذي حاول حلّ القضية الكردية عبر المفاوضات، ولو بطريقة غير مباشرة مع أوجلان وحزبه.