شددت السلطات الباكستانية الإجراءات الأمنية في محيط السفارة الهندية في إسلام آباد امس، تلبية لطلب نيودلهي، بعد توعد حركة «طالبان باكستان» بالانتقام لإعدام الهند الباكستاني محمد أجمل قصاب (25 سنة) الذي كان الناجي الوحيد بين منفذي اعتداءات مومباي التي أودت بحياة 166 شخصاً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. أتى ذلك غداة إعلان وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد، أن حكومته أبلغت إسلام آباد مسبقاً بتنفيذ حكم بإعدام قصاب شنقاً. وأكد الوزير أن الحكومة الهندية طلبت «إجراءات احتياطية لحماية ديبلوماسيينا في باكستان»، وذلك في رسالة رسمية أرسلت إلى إسلام آباد. وطالب الناطق باسم «طالبان باكستان» إحسان الله إحسان، بإعادة جثمان قصاب إلى باكستان، وقال «نريد الانتقام للشهيد قصاب، هو يستحق الاحترام ونحيّي عمله لأن الجيل المقبل سيفهم بذلك أن الهند عدوتنا». وحذر من أن رد الحركة «سيكون اكثر عنفاً، إذا لم يتم تسليم جثمان» قصاب إلى أسرته، وأضاف «سنخطف هنوداً ولن نعيد جثثهم، وسنحاول ضرب أهداف هندية في أي مكان». وانتقد إحسان «صمت» إسلام آباد على إعدام قصاب. كذلك اعلن الناطق باسم «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن تفجيرات استهدفت تجمعات شيعية في راولبندي وكراتشي، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلاً و78 جريحاً. وشددت باكستان امس، إجراءات الأمن في مرافق حساسة مثل المطارات ومحطات القطار وأماكن تجمع، غداة التفجيرات التي استهدفت حسينيتين في راولبندي وكراتشي خلال إحياء ذكرى عاشوراء. كما نقلت صحيفة «داون» الباكستانية عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات، أن مجموعات «متطرفة»، بقيادة جماعة «عسكر جهنغوي» السنيّة، تخطط لتصعيد هجماتها على الشيعة لإشعال فتنة. وأعلنت شرطة راولبندي أن التفجير في المدينة نفذه انتحاري. وأفيد بأن عدداً من أبناء الطائفة الشيعية تلقوا تهديدات بالقتل عبر رسائل نصية أرسلت إلى هواتفهم الخليوية. وقال وزير الداخلية رحمن مالك إن هدف التفجيرات هو إثارة انطباع بأن الحكومة غير قادرة على ضمان الأمن خلال انعقاد «قمة الدول في طور النمو» التي جمعت امس، رؤساء إيران وتركيا وإندونيسيا ودول أخرى. وفكّكت الشرطة قنبلتين في مدينة بيشاور. ونقلت وسائل الإعلام الباكستانية عن مصادر في الشرطة أن القنبلة الأولى كانت تحتوي 500 غرام من المتفجرات، والثانية 3 كيلوغرامات. كذلك أعلنت السلطات في بيشاور، أن مسلحين هاجموا امس مخفراً للشرطة في محيط المدينة. وقال المسؤول في الشرطة المحلية جواد خان، إن «أربعة أو خمسة مسلحين شنوا هجوماً على مفوضية الشرطة في بودابر. قتلوا شرطياً وأسروا آخر». ولم تحدد السلطات هوية المهاجمين، لكنها أكدت انهم جاؤوا من منطقة خيبر القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان والتي تعد معقلاً ل «طالبان» ومجموعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة».