يبدو أن مستقبل «العميد» المالي يتجه إلى نفق «مظلم»، خصوصاً بعد أن اختفى عضوا الشرف «الداعم والفاعل»، اللذان كانا يشكلان حلقة ضمان تجاه أية أزمات مالية تواجه الاتحاد. ولم يعد وضع عميد الأندية السعودية المالي ومشكلة ديونه وعجز خزانته من المواضيع ذات الطابع السري أو التي يلفها الغموض، بل باتت أمراً مطروحاً بشكل جلي على طاولة الجماهير والإعلاميين، وبمعلومات موثقة عبر «بيان صحافي» أصدرته الإدارة الحالية ل«الاتحاد»، مؤكدةً أنها تتبع سياسة الشفافية والوضوح مع الجماهير، وكاشفةً عن ديون «مخفية» شرعت الأبواب تجاه أسئلة حائرة عن المتسبب في هذه الحال «المتأرجحة» عن قيمة الديون ومدى صدقيتها. ويرى بعض الاتحاديين أن ثمة «صراع حسابات» بين إدارات الاتحاد المتتالية، خصوصاً أن الحديث عن «الحسابات المالية» لم يكن مستحدثاً بل ظل دائراً طوال الأعوام الأخيرة، وهو ما دعا الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتدخل في وقت سابق لتشكيل لجنة للتدقيق في القائمة المالية التي قدمتها إدارة محمد بن داخل المستقيلة، وفقاً لرغبات اتحادية عندما تم الانتقاد والتشكيك في تلك القائمة على رغم مراجعة الحسابات الختامية من محاسب قانوني معتمد من «رعاية الشباب» ذاتها. وكانت إدارة نادي الاتحاد المستقيلة أعلنت في الجمعية العمومية غير العادية الأخيرة عن ديون لا تتجاوز 19 مليون ريال، موزعة على نادي الاتفاق ب4 ملايين ريال متبقية من عملية انتقال اللاعب راشد الرهيب، و300 ألف ريال للنادي نفسه من انتقال اللاعب سلمان الحريري، ونحو 4 ملايين ريال من قيمة عقد اللاعب البرتغالي نونو أسيس، ومليون و500 ألف ريال مستحقات اللاعب مناف أبوشقير، و500 ألف ريال مستحقات للاعب صالح الصقري، و4 ملايين و500 ألف ريال مستحقات لوكيل أعمال اللاعبين سلطان البلوي، و500 ألف ريال لنادي الوحدة من انتقال اللاعب علي مدحلي، و100 ألف ريال مستحقات اللاعب طلال عسيري. بينما جاء في بيان صحافي للإدارة الاتحادية برئاسة محمد الفايز أنها تسلمت دفة العميد بديون تصل إلى 51 مليون ريال، فندتها ب19 مليون و500 ألف ريال متطلبات شكاوى من الاتحادين الدولي لكرة القدم «فيفا» والاتحاد السعودي لكرة القدم، إضافة إلى دفعات متأخرة من عقود اللاعبين المحليين بلغت 13 مليون و125 ألف ريال، ومتأخرات اللاعب البرازيلي جيرالد ويندل 3 ملايين و500 ألف ريال، وثلاثة رواتب متأخرة للاعبي الفريق الأول لكرة القدم والجهازين الفني والإداري، ومقدمات عقود الجهاز الفني، إلى جانب أربعة رواتب عاملين بالنادي متأخرة وديون لجهات أخرى متفرقة. وكشف البيان الأخير عن صرف إدارة النادي 36 مليون و672 ألف ريال، في الوقت الذي كانت فيه مصادر الدخل 16 مليون ريال، وتم توفير 20 مليون و614 ألف و535 ريال عن طريق دعم بعض الشخصيات، وأكد البيان أن تحمل عضو واحد ب40 أو 50 مليون ريال لم يعدّ محتملاً، مع الإشارة بالتزام الإدارة في تسديد الديون بشكل تدريجي، وحاجتها إلى التوازن خلال الموسمين الحالي والمقبل بين المصروفات التشغيلية وسداد دفعات من الديون المستحقة. رئيس الاتحاد الحالي محمد فايز أضحى في مرمى «تساؤلات» الجماهير الاتحادية، إذ أشارت إدارته عبر البيان الصحافي الأخير لها إلى أن الديون بلغت 51 مليوناً، ملمحةً إلى إخفاء المعلومة الصحيحة عن الديون الاتحادية خلال الجمعية العمومية من الإدارة المستقيلة أبان تنصيب الإدارة الحالية، في حين أعلن الفايز في «تموز» يوليو الماضي استقالته من رئاسة المجلس الشرفي ببيان صحافي جاء فيه: «بناءً على الخطاب الموجه من رئيس مجلس الإدارة المكلف أيمن نصيف، والمرفق به صورة للأمير طلال بن منصور الرئيس الفخري لأعضاء الشرف، الذي أرفق به صورة خطاب مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة جدة بتاريخ 25-8-1433ه، والمتضمن تحذيري وتنبيهي شخصياً بأنني عضو شرف بالنادي، ولم يتم اعتماد هيئة أعضاء الشرف التي انتخبتني بالإجماع رئيساً لها. فإنني وبهذا ونزولاً عند توجيهات مقام رعاية الشباب أعتذر عن الاستمرار بممارسة مهمات رئيس هيئة أعضاء الشرف، وأرجو من جميع جماهير نادي الاتحاد الوفية تقدير هذا الموقف الخارج عن إرادتي، ومن هنا أدعو جميع الجماهير الاتحادية الوقوف صفاً واحداً أمام هذه الظروف القاهرة، بخاصة أن التزامات النادي للفترة الحالية تصل إلى 50 مليون ريال». ويشير البيان الصحافي السابق للفايز إلى أن إدارته كانت على علم مسبق بالديون البالغة 50 مليون ريال، وهو ما يفتح الجدل حول «الحسابات» الظاهرة والمخفية التي جعلت التساؤلات تتصاعد أمام المشجع الاتحادي.