لم يكن بمقدور «ورقة التوت» الأخيرة ستر عيوب نادي الاتحاد وإدارييه، فالحقيقة وشمسها لا يجاريها غربال يسعى لحجبها، فالهروب الأخير من رئيس هيئة أعضاء الشرف محمد الفايز من رئاسة المجلس الشرفي وفقاً لبيانه الصادر في ساعة متأخرة أول من أمس، والتوقعات بلحاق «مجموعة المستقبل» بالفايز خلال الساعات المقبلة، إلى جانب ابتعاد جُل داعموا «العميد» أزاح الأقنعة، وأكد أن الاتحاديين عاجزون عن دعم ناديهم ولو بمبلغ لا يتجاوز ال100 ألف ريال، فالجهل بأنظمة العمل في اللائحة الشرفية ومجالس الإدارات من جهة ثانية، أنكشف فيها واقع الحال لدى أنصار «عميد الاندية السعودية»، ما جعل عضو شرف بارز معروف بدعمه (تحتفظ «الحياة» باسمه رغبة منه في عدم صب الزيت على النار كما وصف الحال)، يصف الحال بقوله: «إن أعضاء الشرف في الاتحاد ثرثارون، و لا يدعمون ناديهم». في المقابل جاء في البيان الصحافي للرئيس الشرفي كما انتخبه أعضاء الشرف في اجتماع أعضاء الشرف الأخير، محمد الفايز: «بناءً على الخطاب الموجه من رئيس مجلس الإدارة المكلف ايمن نصيف والمرفق به صورة للرئيس الفخري لأعضاء الشرف الامير طلال بن منصور، الذي ارفق به صورة خطاب مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في جدة بتاريخ 25-08-1433ه، والمتضمن تحذيري وتنبيهي شخصياً بأنني عضو شرف في النادي، ولم يتم اعتماد هيئة أعضاء الشرف التي انتخبتني بالإجماع رئيساً لها، فأنني وبهذا ونزولاً عند توجيهات رعاية الشباب اعتذر عن الاستمرار بممارسة مهام رئيس أعضاء الشرف، وأرجو من جميع جماهير نادي الاتحاد الوفية تقدير هذا الموقف الخارج عن إرادتي، ومن هنا ادعوا جميع الجماهير الاتحادية وأعضاء الشرف والمحبين لهذا النادي العريق الوقوف صفاً واحداً أمام هذه الظروف القاهرة، خصوصاً ان التزامات النادي للفترة الحالية تصل إلى 50 مليون ريال». وبذلك وضعت هذه الاستقالة علامات استفهام عدة في المشهد الاتحادي، ليرد مدير مكتب رعاية الشباب في جدة، أحمد روزي معلقاً في تصريح إلى «الحياة»، إذ أكد أن آلية العمل في تنصيب محمد الفايز كرئيس لهيئة أعضاء الشرف لم تكن في طرقها الصحيحة المتوافقة مع نظام هيئة أعضاء الشرف، واستغرب روزي استخدام أوراق رسمية للنادي ومخاطبات جهات عليا باسم أعضاء رئيس هيئة أعضاء الشرف لنادي الاتحاد وهو لم يصادق على ترشيحه من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مضيفاً: «النظام الخاص بهيئة أعضاء الشرف يتطلب بعد استقالة المجلس الشرفي السابق برئاسة الأمير خالد بن فهد، عقد اجتماع تأسيسي لهيئة أعضاء الشرف يكون حده الأدنى حضور 20 عضواً شرفياً والحد الأعلى مفتوح، وإدارة ابن داخل المستقيلة أشعرتنا بعقد اجتماع لأعضاء الشرف من أجل تنصيب رئيس هيئة أعضاء الشرف وتوفير الدعم المالي للنادي، فقلنا لهم «على بركة الله»، وقمنا في مكتب رعاية الشباب في جدة بإرسال عضوين لأخذ توقيعات أعضاء الشرف ليكون هذا الاجتماع تأسيسي بتوقيعات الأعضاء بموافقتهم على تنصيب الفايز رئيساً للمجلس الشرفي، ثم يتم كتابة محضر والرفع للرئاسة العامة لرعاية الشباب والعرض على الرئيس العام لرعاية الشباب لاعتماده والمصادقة عليه، لكن لم يحدث هذا، وكان من المفترض أن يكون هناك اجتماع آخر بعد المصادقة يُسمي فيه رئيس هيئة المجلس الشرفي أعضاء المكتب التنفيذي الخمسة المكون من رئيس المجلس الشرفي والأمين العام لصندوق المجلس ورئيس النادي والأمين العام للنادي وعضو شرف، ويتم الرفع بهذه الأسماء للرئاسة العامة لرعاية الشباب لإعتماد المكتب التنفيذي في اجتماع الجمعية العمومية غير العادية المقبلة». وزاد: «الإخوة في نادي الاتحاد عقدوا اجتماعاً لأعضاء الشرف، وطرحوا اسم محمد الفايز كرئيس للهيئة الشرفية، وسألوا الأعضاء الحاضرين من له اعتراض، وانتهى الاجتماع من دون استكمال الإجراءات النظامية، وبدأ الفايز في مخاطبات الجهات على أوراق رسمية لذلك أرسلنا لنادي الاتحاد تنبيه بأنه ما زال عضو شرف، ولم تستكمل إجراءاته». وفي رده حول عدم تعاون الرئاسة مع النادي في اختيار رئيس جديد خلفاً للرئيس المستقيل محمد بن داخل، نفى مدير مكتب رعاية الشباب في جدة هذه الأقاويل، وأكد أنه منتصف الاسبوع المقبل هو الوقت الأقرب لانعقاد الجمعية العمومية وتسمية الرئيس الجديد ل«العميد»، وفقاً للإجراءات واللائحة الموحدة، في حين نفى في الوقت ذاته ما يردده البعض حول وجود علاقة بينه وبين الرئيس المكلف للنادي أيمن نصيف أضرت بمصلحة الاتحاد، مضفياً في السياق ذاته: «تهمني مصلحة الأندية كافة، والرئيس العام لرعاية الشباب كلفني في مكتب جدة لتطبيق النظام ونحن جهة تنفيذية ولسنا تشريعية، فدورنا في تطبيق اللوائح والأنظمة، وأيمن نصيف تنتهي مهمته في يوم الجمعية العمومية المقبلة، واللجنة القانونية باشرت مهامها أول من أمس، ونعمل على تدقيق أكثر من 10 ملفات، واستبعدت اللجنة ثلاثة اسماء اثنين منهما لعدم تطابق الشروط وهما ماهر بندقجي كمرشح للرئاسة وعمرو مغربي كعضو مجلس إدارة، وانسحب عبدالرحمن العطاس من الترشح للدخول لمجلس الإدارة». وعن «مجموعة المستقبل» وترشحها لرئاسة النادي، شدد احمد رزوي على أنه لا يعترف بمثل هذه المجموعات، «لا أعترف بمجموعة المستقبل أو مجموعة الأفضل أو مجموعة التميز، من أراد خدمة ناديه بصفة رسمية لديه استمارات مخصصة للمرشحين للرئاسة ولأعضاء مجلس الإدارة يقوم بتعبئتها واستيفاء الشروط».