بينما تحاول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاهدة في منع الحجاج من زيارة بعض المعالم الدينية لما يحصل فيها من عادات ومعتقدات خاطئة، بيد أن «بئر رومة» في المدينةالمنورة تعتبر مقصداً ضرورياً بعد انتهاء موسم الحج عند شريحة كبيرة من حجاج بيت الله، خصوصاً من الجنسية الآسيوية، الذين يقومون بزيارة هذا الموقع التاريخي، غير مكترثين بأي توجيهات أو منع. فمنذ قرابة 1400 عام على شراء «بئر رومة» وجعلها سبيلاً للمسلمين، لم ينقطع الأجر عن الخليفة الراشد عثمان ابن عفان، والذي جاء بناء على التوصية النبوية التي قال عنها النبي الكريم في الحديث: «من يشتري بئر رومة، فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين»، فانتهز الصحابي الجليل عثمان بن عفان هذه الفرصة واشتراها، كما جاء الحديث برواية أخرى إذ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «من يحفر بئر رومة فله الجنة»، فحفرها عثمان بن عفان، بعد أن اشتراها من «رومة الغفاري»، وجعلها سبيلاً للمسلمين، يشربون منها ويسقون منازلهم من مائها العذب. وكان صاحب البئر «رومة» يبيع الماء للناس، قبل أن يشتري نصفها ابن عفان، بعدها أصبحت السقيا من البئر يوماً للمسلمين يردون منها كيفما شاءوا، ويوماً ل «رومة» يبيع فيه الماء، حتى انتهى الأمر بشراء ابن عفان للبئر كاملاً بما قيمته 35 ألف درهم في ذلك الوقت، بحسب ما ورد في كتب التاريخ. مزرعة البئر الواقعة حالياً في حي الأزهري على بعد كيلو متر واحد من الجامعة الإسلامية، تبلغ مساحتها 108 آلاف متر مربع، يلاحظ أن مياه البئر «القديمة» أصبحت ضحلة، إضافة إلى تراكم النفايات الموجودة في محيط البئر، إضافة إلى ملاحظة وجود عدد من زوار البئر من الجنسية الآسيوية، حضروا لزيارة المكان الذي بقي كخير شاهدٍ على بذل الصحابي الجليل.