ينتظر الكثير من سكان المدينةالمنورة مشروع تحويل موقع بئر عثمان التاريخية إلى حديقة عامة تليق بذلك الموقع التاريخي الذي اكتسب أهميته من البئر التاريخية التي لعبت - كما تروي المصادر التاريخية - دوراً مفصلياً في تاريخ المسلمين، بعد أن أدرجت أمانة المدينةالمنورة موقع البئر ضمن المواقع التي تستهدف تحسين بيئتها في سبيل الاستفادة من الموقع كمعلم تاريخي وتحويله إلى أشبه بمنتجع سياحي لأهالي المدينةالمنورة . ولم تفصح التقارير الدائرة بين أمانة المدينةالمنورة والمجلس البلدي بالمدينة عن مصير بئر عثمان ما إذا كانت ستدخل ضمن نطاق المشروع، والذي تساءل المجلس البلدي عن سبب تأخر تنفيذه مما دفع بالأمانة إلى القول بأن موقع البئر تعود ملكيته إلى وزارة الزراعة في إشارة إلى أن المشروع قد يستغرق وقتا قبل البدء في تنفيذه. المصادر التاريخية تذهب إلى أن بئر عثمان هي في الأصل بئر قديمة تنسب لرجل من قبيلة غفار اسمه رومة يقال إنه اشتراها من رجل مزني، وتروي المصادر أن المسلمين احتاجوا إليها في العهد النبوي وكان يملكها رجل يهودي - وفي رواية رجل من غفار - فحض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين على بذلها للمسلمين فاشتراها عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وجعلها في سبيل الله، ويروى أنه زاد في حفرها ووسعها. ومن أحدث الدراسات التاريخية التي تناولت بئر عثمان دراسة الدكتور غازي بن سالم التمام في كتابه "رسائل في آثار المدينة النبوية" حيث وضعتها الدراسة ضمن الآبار السبع المأثورة في المدينةالمنورة والتي نصت عليها الروايات، وقد حدد الأخير إحداثيات موقعها ب: 32 29 24 شمالاً و 39 34 39 شرقاً فيما يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر: 588 متراً. وأكد التمام في دراسته قيمة تلك البئر التي لعبت دوراً تاريخياً في حياة المسلمين ونقل عن ابن عبدالبر: أنها كانت ليهودي يبيع ماءها على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم "من يشتري رومه فيجعلها للمسلمين يضرب دلوه في دلائهم وله بها شرب في الجنة" فأتى عثمان (رضي الله عنه) إلى اليهودي فساومه بها فأبى أن يبيعها كلها فاشترى عثمان نصفها باثني عشر ألف درهم فجعله للمسلمين، فقال عثمان إن شئت جعلت لنصيبي قرنين وإن شئت فلي يوم ولك يوم، فقال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى اليهودي ذلك قال: أفسدت علي ركيتي فاشتر النصف الآخر فاشتراه عثمان بثمانية آلاف درهم.