يلتقي حوالى 240 طاهياً من 25 دولة، يجمعون في ما بينهم 300 نجمة من دليل «ميشلان» العالمي، في نهاية الاسبوع الحالي في موناكو حول الطاهي الفرنسي الكبير آلان دوكاس، في إطار قمة غير مسبوقة مكرسة للمطبخ المتوسطي وكل التيارات المطبخية. يندرج هذا الحدث الخاص في إطار الاحتفالات بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مطعم «لويس الخامس عشر» في موناكو الذي ضمن لدوكاس حين قصد الامارة في العام 1987، أول مجموعة من ثلاث نجوم من دليل ميشلان. وبعد باريس في العام 1997، حصل مطعمه في نيويورك الذي انتقد في البداية، على النجوم الثلاث في 2005، وتبعه المطعم اللندني في العام 2010. أراد دوكاس في إطار هذه القمة، جمع أساليب الطبخ المختلفة من تقليدية وحديثة وكلاسيكية ومتحررة من دول الشمال والجنوب، مع طهاة مثل ميشال جيرار (أحد ابرز اسماء فن الطبخ الجديد) و «طاهي العصر» جيل روبوشون، فضلاً عن الدنماركي رينيه ريدزيبي الذي غالباً ما يرد اسم مطعمه «نوما» على أنه الافضل في العالم. ويقول دوكاس في بيان: «المواضيع العزيزة على قلبي تشمل منطقة المتوسط وتجذرها في الجنوب الكبير ومنطقة الريفييرا (في جنوبفرنسا) التي تحتل منتجاتها موقعاً اساسياً في ابتكاراتي». ويحضر هذا اللقاء حوالى مئة طاهٍ فرنسي وأميركي امثال ديفيد تانغ الطاهي من أصل كوري، والنجم الصاعد الجديد في أوساط الطبخ العالمية ودان باربر المدافع عن «المنتجات المحلية». كما هناك طهاة من اسبانيا والبيرو والصين وتركيا. وستقام سوق موقتة تمتد على مساحة ألف متر مربع في قاعة عروض، وستضم «أجمل مئة منتج» من منطقة موناكو لتكريم المنتجين فيها. وإضافة الى أنه أحد الطهاة الذين يتمتعون بأكبر عدد من النجوم في العالم، فإن دوكاس (56 سنة) وهو نجل مزارعَين، ومواطن من موناكو الآن، يحتل موقعاً مميزاً في أوساط فن الطبخ الفرنسي مع أمبراطورية لها امتدادات عبر العالم. منتقدوه يسمونه «عراب فن الطبخ الفرنسي». فصحيح ان هناك في هذه الاوساط «الامبراطور» بول بوكوس (86 سنة) و «طاهي العصر» جيل روبوشون (67 سنة)، إلا أن رقم اعمال شركة «آلان دوكاس» بلغ العام الماضي، 68 مليون يورو. وتوظف الشركة 799 شخصاً بشكل مباشر وما مجموعه 1875 مع المطاعم التي يربطها عقد ادارة مع الشركة. والى جانب فن الطبخ تنشط الشركة في مجالات عدة من بينها شبكة فنادق ودار نشر. ويحرص الطاهي الكبير على نقل أصول هذا الفن الى الاجيال الجديدة، فأنشأ مركزاً للتدريب المهني ومدرسة طبخ للهواة في باريس. ويعمل حالياً على تأسيس «مدرسة طبخ دولية» قد يكون مقرها في نانتير في ضاحية باريس. وهو يجوب العالم لتفقد مطاعمه في باريس وطوكيو ولاس فيغاس وللتفاوض على عقود مربحة. وهو فضولي يعشق اكتشاف مطاعم جديدة وتذوّق منتجات أو اطباق تحضرها فِرقه. وقد تلقى آلان دوكاس تدريبه على أيدي كبار فن الطبخ الفرنسي، مثل ميشال غيرار وغاستون لونوتر وروجيه فيرجيه وآلان شابيل، وهو مرشده الذي علمه أن يعشق عمله. يرفع شعار اتقان العمل ونقل المعرفة الى الاجيال الجديدة وشعار «التميز». ويقول معاونوه ان «موهبة دوكاس تكمن في انه يثير حماسة فِرقه ويدفعهم الى التطوّر دائماً، مع ان البعض لا يمكنهم أن يواصلوا هذه الوتيرة فيسقطون».