تنتاب حال من الغموض الساحة الفضائية المصرية بعدما أعلنت مصادر داخل الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات» أن الشركة ستقطع اليوم الكابل الخاص بالبث لقناة «دريم»، لمخالفتها القانون 13 لسنة 1979 وبثها من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، وتحديداً من مدينة «دريم لاند». وأوضحت الشركة أن عملية البث جاءت مخالفة للقانون، وأن القناة حصلت على استثناء البث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي لست سنوات من وزير الإعلام السابق أنس الفقي، مؤكدة أن قرارها يأتي في إطار تطبيق دولة القانون وإلغاء كل الاستثناءات. وكان اتحاد الإذاعة والتلفزيون تلقى طلبات من أربع فضائيات خاصة تطلب البث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، وأن تعامل معاملة قناة «دريم». فعملية البث من خارج المدينة لا تتطلب أي كلفة مالية لتلك القنوات، كما أنها تمثل هروباً من دفع الرسوم المستحقة عليها. ومن المعروف أن مدينة الإنتاج الإعلامي تستفيد مادياً من المحطات التي تستأجر استوديواتها ويصل إيجار الأستوديو الذي تبلغ مساحته 400 متر الى نحو مليون جنيه سنوياً. قناة «التحرير» تعيش حال قناة «دريم» ذاتها، إذ تبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، وتحديداً من استوديوات تابعة لمجموعة «إي آر تي». ومع ترقب المشاهد المصري والعربي قطع إشارة البث عن قناة «دريم»، أكد رئيس مجلس إدارة قنوات «دريم» أسامة عز الدين أنه لا يعلم شيئاً عما تردد حول خطوة «نايل سات» هذه، وأنه لم يتلقَ أي إخطار بذلك. وأوضح عز الدين أن هناك اتفاقاً قانونياً بينه وبين وزارة الإعلام المصرية واتحاد الإذاعة والتلفزيون منذ ستة أعوام بشأن البث من مدينة «دريم لاند»، ومدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكداً عدم ارتكاب أي خطأ. وأضاف ان استوديوات «دريم» كلفت ملايين الجنيهات، وكان إنشاؤها في إطار قانوني 100 في المئة. وبالنسبة الى موقف قناة «التحرير»، أوضح رئيس القناة وليد حسني تعليقاً على مطالبة «نايل سات» بالبث من مدينه الإنتاج الإعلامي، أن قناته لا تبث عبر «نايل سات»، بل عبر «نور سات»، ولذلك لا يحق لإدارة «نايل سات» أن توقف القناة. وأشار حسني إلى أن «التحرير» تملك نحو 700 متر داخل مدينة الانتاج تريد الانتقال إليها والبث من داخلها، إلا أنه لا يعرف موعد هذا الانتقال، مؤكداً انه يريد أن تبث القناة عبر «نايل سات»، نظراً الى المشاكل التي يواجهها بسبب بثها عبر «نور سات»، إضافة إلى رغبة إدارة قناة «التحرير» في استثمار أموالها لمصلحة مدينة الإنتاج الإعلامي. وأوضح أن الانتقال إلى مدينة الانتاج يعرقله بعض الإجراءات الروتينية التي تمنى أن تنتهي في أسرع وقت، علماً انه أرسل خطاباً الى مدينة الإنتاج الإعلامي لتحديد الموعد النهائي للانتقال. المثير في هذه القضية أن البعض يربط بين قرارات «نايل سات» وبين حال الاحتقان بين قناة «دريم» وبعض رموز حزب «الحرية والعدالة» مثل الدكتور عصام العريان الذي دخل في حرب إعلامية وقانونية مع جيهان منصور مقدمة برنامج «صباحك يا مصر»، كما أن الإعلامي وائل الإبراشي ينتقد هو الآخر حزب «الحرية والعدالة» وجماعة «الإخوان المسلمين». وربط كثيرون بين ما حدث لقناة «الفراعين» المتوقفة حالياً بسبب هجومها المستمر على الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين»، وبين ما يحدث مع قناة «دريم»، مؤكدين أن الخلافات السياسية لم تعد بعيدة من ملعب الإعلام بل وصلت إلى قمر «نايل سات».