واصلت شركة "نايل سات" المصرية محاولاتها لضبط أداء القنوات الدينية التي تبث عبرها، بعد ظهور مخالفات عديدة من بعض تلك القنوات، ورغم انتقادات حادة اعتبرت أن تقييد حرية الفضائيات الدينية عبر السلطات الإدارية إجراء "يتصادم مع حرية التعبير" ويستهدف لجم التعبير الإعلامي الديني. ووقعت الشركة بروتوكول تعاون مع شركة "نور سات" التي يملكها رجال أعمال خليجيون وتبث من البحرين قبل 3 أيام بهدف "حماية المشاهد العربي من كل ما من شأنه الإساءة إلى المجتمعات العربية، وتجنيبه كل ما يدعو إلى الترويج لخطاب الكراهية والعنف والتفرقة الدينية أو الطائفية أو العرقية". وقال مصدر مسؤول في "نايل سات" ل "الوطن" أمس إن البروتوكول الموقع مع "نور سات" يدعو إلى "عدم المساس بوحدة المجتمعات والدول أو الترويج للشعوذة والمنتجات التي تضر بالصحة العامة، والتشديد على ضرورة احترام القيم الإنسانية والمواطنة التي هي أساس سلام وأمن المجتمع والتقدم والحضارة"، مؤكدا أن الشركة مصممة على "محاصرة قنوات الدجل والفتنة". ويأتي هذا البروتوكول في أعقاب وقف "نايل سات" بث 4 قنوات فضائية دينية هي "الحافظ" و"خليجية" و"صحة وجمال" و"الناس" ل"مخالفتها شروط الترخيص وارتكابها أخطاء من خلال المحتوى الذي تقدمه"، وهو القرار الذي لاقى معارضة وانتقادات حادة باعتباره "تقييداً للحرية" و"تلجيما للقنوات ذات الإسناد السلفي في وقت يتاح فيه البث للقنوات ذات الإسناد الشيعي". لكن المصدر المسؤول في "نايل سات" أكد ل"الوطن" أن الضوابط التي تستند إليها سلطة القمر لا تفرق بين قناة وأخرى، مؤكدا في هذا الصدد أن قناة "فدك" الشيعية التي بث من خلالها ياسر حبيب مواد مسيئة لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها لم ولن تبث عبر "نايل سات"، ولكنها كانت تبث عبر "نور سات"، الذي يرتبط باتفاق يسمح له من خلاله بالبث عبر القمر المصري. وكان رئيس مجلس إدارة "نايل سات" أحمد أنيس، أعلن رفضه التام لتقديم الخرافات أو السحر وإثارة المجتمعات في أي من البرامج التي تبثها الفضائيات تحت دعوى الحرية، مشيرا إلى أنه لن يسمح بذلك. وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت سلسلة من قرارات إغلاق القنوات الفضائية التابعة للقمر المصري "نايل سات" أو المتعاقدة مع مدينة الإنتاج الإعلامي، إذ كانت البداية مع قناة "الأوربت" عندما توقف بثها لأسباب مادية بعد رفض المسؤولين بمدينة الإنتاج الإعلامي تسلم المبالغ المستحقة، كما تم إيقاف بث قناتي "البركة" و"الحكمة". وتمثلت أسباب إيقاف البث المؤقت لمعظم تلك القنوات في الحض عليى كراهية الأديان والفتنة الطائفية، ونشر الخرافات والسحر، والترويج لمستحضرات طبية وأساليب علاج غير مرخص بها من وزارة الصحة. وبدا أن "نايل سات" وسلطات الإعلام المصرية أرادت التأكد من عدم استخدام القمر المصري في بث قناة مثل "فدك" أو أي أنماط أخرى من المحتوى الديني المسيء من خلال التعاون مع "نور سات" الذي يتيح له استخدام المدار ذاته الذي يستخدمه "نايل سات". وقال المصدر المسؤول ب "نايل سات" إن بعض الأقمار الاصطناعية مثل "نور سات" و"جلف سات" و"أتلانتيك برد" و"هوت برد" يمكنها أن تبث قنواتها عبر "نايل سات"، سواء من خلال اتفاق كما هو الحال مع "نور سات"، أو من خلال تداخل المدارين كما هو الحال مع "اتلانتيك برد"، الذي تبث بعض قنواته عند درجة "7 غربا" ويلتقطها مشاهدو القمر الاصطناعي المصري. وأكد المصدر أن "نايل سات" ماضية في طريقها لصياغة بروتوكولات مع الأقمار المتعاونة معها تضمن من خلالها عدم بث قنوات ذات محتوى ديني مسيء، وحريصة على التزام القنوات التي تبث عبرها بالقيم والمعايير المهنية التي تحفظ للأديان قدسيتها وللمجتمعات سلمها الأهلي وتماسكها الاجتماعي.