دبي، لندن - رويترز - توقعت وكالة الطاقة الدولية أمس أن يسجل الطلب العالمي مستوى قياسياً مرتفعاً هذه السنة، ورفعت توقعات الاستهلاك مع انتعاش الاقتصاد العالمي من الكساد. وزادت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً وتقدم المشورة ل 28 دولة صناعية، توقعاتها لنمو الطلب على النفط إلى 1.67 مليون برميل يومياً عام 2010، بزيادة مئة ألف برميل عن التوقعات السابقة. وأوردت في تقريرها الشهري عن سوق النفط أن الطلب العالمي سيصل إلى 86.60 مليون برميل يومياً هذه السنة، ارتفاعاً من 84.93 مليون عام 2009. وسُجّل الرقم القياسي السابق للطلب العالمي على النفط عام 2007 قبل الأزمة المالية العالمية والتباطؤ الاقتصادي. وقال رئيس قسم صناعة النفط وأسواقه في الوكالة ديفيد فايف: «ثمة دلائل على انتعاش الطلب في أميركا الشمالية والمحيط الهادئ وآسيا والشرق الأوسط، على رغم أن الاستهلاك في أوروبا ما يزال ضعيفاً». وأضاف أن الجزء الأكبر من الطلب الإضافي على النفط ستلبيه دول خارج منظمة «أوبك». ورفعت الوكالة توقعاتها للإنتاج خارج «أوبك» عام 2010 بواقع 220 ألف برميل يومياً إلى نحو 52 مليون برميل يومياً نتيجة ارتفاع الإنتاج من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وبصفة عامة، يُتوقَّع أن ترتفع الإمدادات خارج «أوبك» نحو 500 ألف برميل يومياً هذه السنة. ونتيجة لذلك، قدّرت الوكالة أن يتراجع الطلب هذه السنة على نفط «أوبك» والمخزون منه بواقع 220 ألف برميل يومياً إلى 29.1 مليون برميل. وأوردت الوكالة أن إجمالي إنتاج «أوبك» تراجع في آذار (مارس) الماضي، لكن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى انخفاض الإنتاج في العراق، وهو عضو لا يخضع لنظام حصص الإنتاج في المنظمة. وتابعت الوكالة أن إنتاج 11 دولة في «أوبك» ملتزمة نظام حصص الإنتاج ازداد 30 ألف برميل يومياً لتصل نسبة التزام المنظمة بتعهدات خفض الإنتاج إلى نحو 55 في المئة في آذار، انخفاضاً من التقديرات السابقة البالغة 56 في المئة في نهاية شباط (فبراير). ورجّحت الوكالة أن تعالج مصافي التكرير في مختلف أنحاء العالم نحو مليون برميل يومياً إضافياً بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو)، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مع تسجيل أكبر زيادة في الصين والدول الآسيوية. ويمثل ذلك قفزة بمقدار 300 ألف برميل مقارنة بأحدث التوقعات. وأضافت الوكالة أن طاقة التكرير العالمية في الربع الثاني سترتفع إلى 72.9 مليون برميل يومياً، مقارنة بتقديرات سابقة عند 72.6 مليون. وارتفع إنتاج المشتقات في الصين بواقع 900 ألف برميل يومياً مقارنة بما كان عليه قبل سنة، ليساعد في تعويض انخفاض الإنتاج بواقع 440 ألف برميل يومياً في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ويزيد الإنتاج في دول آسيوية أخرى وروسيا ومناطق في شرق أوروبا لتلبية نمو الطلب. ويعني انتهاء الصيانة الموسمية زيادة الإنتاج العالمي عما كان عليه في الربع الأول حين عالجت المصافي 72.5 مليون برميل من النفط الخام يومياً. وأشار مندوبون في «أوبك» إلى أن المنظمة ستدرس زيادة إنتاج النفط الخام إذا ارتفعت أسعاره إلى ما بين 90 و95 دولاراً للبرميل. كذلك أكد رئيس «المؤسسة الوطنية للنفط» الليبية شكري أن المنظمة تنتظر حصول صعود مستمر في أسعار النفط حتى تدرس زيادة إنتاجها من النفط الخام في شكل رسمي.