أشارت تقارير في الجزائر إلى أنها تستعد لاستضافة القيادي الليبي البارز في ثورة 17 فبراير عبد الحكيم بلحاج الذي يرأس «حزب الوطن» الليبي، وذلك في إطار وساطة تعتزم السلطات الجزائرية إطلاقها بين مختلف الأطراف الليبية لحل الأزمة في بلادها. وامتنعت وزارة الخارجية الجزائرية عن تأكيد صحة هذه التقارير أو نفيها، مع الإشارة أن الجزائر كانت تنظر بعين من «الريبة» إلى بلحاج في فترة سقوط معمر القذافي. وفي وقت أفادت تقارير أن زيارة بلحاج المحسوب على التيار الإسلامي في بلاده، متوقعة في الأيام القليلة المقبلة، أشارت معلومات إلى أن الجزائر ستستضيف منتصف أيلول (سبتمبر) الجاري، مفاوضات بين أطراف الأزمة الليبية لجمعها حول طاولة حوار برعاية جزائرية، على غرار ما تقوم به الجزائر لحل الأزمة في المالي. وتفيد المعلومات أن تقدماً كبيراً حصل في الاتصالات الحالية، على رغم تسريبات مفادها أن رئيس المؤتمر الوطني الليبي (المنتهية ولايته) نوري بوسهمين، متردد في الحضور إلا بعد حل المشكلة مع البرلمان الجديد الذي يتخذ من طبرق مقراً له والذي يأخذ عليه المؤتمر تجاهله الأصول الدستورية في تسليم وتسلم السلطة الاشتراعية. كما أفيد أن «مجلس ثوار بنغازي»، اشترط عدم حضور اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود عملية عسكرية أطلق عليها اسم «الكرامة»، في مواجهات قوات «فجر ليبيا». وتردد أن حفتر يرغب بشدة في حضور المفاوضات. ورأى محللون أن الجزائر ربما ترى من مصلحتها التفاهم مع التيار الإسلامي المعتدل في ليبيا، المتمثل في بلحاج وقياديين آخرين في «فجر ليبيا»، في مواجهة فصائل متشددة، ناهيك عن دعم الاعتدال لاحتواء التطرف ودرء مخاطره في المنطقة. وتبدو هذه التقارير قريبة من خطة الجزائر للحل في ليبيا، خصوصاً بعد بروز تناقضات جزائرية - مصرية حول سبل التوصل إلى حل. وأكد مصدر ل «الحياة» أن موقف الجزائر نابع من تحفظ شديد لدى قيادتها عن التدخل عسكرياً في ليبيا، وتفضيل تصور وزارة الخارجية الجزائرية المبني على فكرة التعجيل في حل سياسي عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف الليبية. وعزت مصادر استقبال بلحاج، الذي ترك العمل المسلح وأسس حزباً سياسياً، إلى إبدائه استعداداً لزيارة الجزائر للتواصل مع سياسييها وديبلوماسييها. وأفادت شبكة «إرم» الإخبارية أن بلحاج سيجري مشاورات حول سبل بسط الأمن والاستقرار عبر المنطقة الحدودية المشتركة بين الجزائر وليبيا وتونس. ونقلت عنه قوله، إنّه مستعد للجلوس إلى طاولة حوار مع مختلف الأطراف الليبية، لإنهاء حال الفوضى التي تشهدها البلاد، مشدداً على رفضه أيّ تدخل أجنبي في بلاده. وتبدو القراءة الجزائرية صائبة، في وقت أشارت تقارير إلى اندلاع اشتباكات بين مقاتلين من «أنصار الشريعة» ومسلحين من «فجر ليبيا» في بنغازي أمس، وذلك غداة محاولة اغتيال زياد بلعم آمر «درع الغربية» في المدينة والمتحالف مع «فجر ليبيا»، ما يؤكد وجود تناقضات بين «إسلاميين معتدلين» وآخرين متشددين. وكان بلحاج تولى قيادة «المجلس العسكري في طرابلس» بعد 17 فبراير (2011) وكان أيضا أميراً ل»الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة»، قبل حلها والعودة للعمل السياسي وإبداله البزة العسكرية بلباس مدني في إطار رئاسته لحزب «الوطن». وشهدت علاقات الرجل بالجزائر توتراً كبيراً بسبب اتهامه من قبل جهات عسكرية نافذة بالوقوف وراء حال الفوضى في ليبيا بعد سقوط معمر القذافي وانخراطه في حملة طاولت الجزائر واتهامها بدعم النظام الليبي السابق بالسلاح والمرتزقة من أفارقة وطوارق. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «الخبر» الجزائرية، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يستعد لإبداء موافقة على إعادة تنظيم نشاط مختلف أجهزة الأمن والاستخبارات، وذلك في إطار الاختصاص القضائي لمديرية الاستعلامات والأمن، ومنح صلاحيات إضافية لمديرية أمن الجيش، وإنشاء مصالح أمن متخصصة في التحريات تابعة للدرك الوطني، وتكريس الفصل بين مديرية الاستعلامات والأمن ومديرية أمن الجيش.