لم يبدِ أعضاء «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) قلقاً من انخفاض سعر برميل النفط عن مئة دولار أمس، واعتبر مسؤول من المنظمة أن السوق ستلقى دعماً في الأسابيع المقبلة بفضل الطلب في فصل الشتاء. ونزل خام «برنت» إلى ما دون عتبة المئة دولار للبرميل للمرة الأولى في 14 شهراً نتيجة المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. وتفضل السعودية سعراً قريباً من مئة دولار للبرميل ويؤيد ذلك عدد آخر من أعضاء المنظمة. وقال مندوب دولة خليجية في «أوبك»: «هبوط الأسعار موقت، ومازالت في النطاق المقبول، وما من سبب يدعو للقلق حقاً، إذ يقترب فصل الشتاء ونتوقع أن ترتفع الأسعار». ويذكر أن «أوبك» لا تحدد سعراً مستهدفاً رسمياً للنفط، ومازال السعر الحالي في النطاق المقبول الذي حدده وزير البترول السعودي علي النعيمي بين 95 و110 دولارات. وصرّح مصدر آخر بكلام مماثل لما ذكره المندوب الخليجي، وقال: «الدول الأعضاء تبدو راضية في الوقت الحالي (...) لم أسمع من يبدي أي قلق». ويعقد وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم السنوي بعد غد، وعادة لا يناقشون حجم الإنتاج المستهدف لكن قد يكون الاجتماع فرصة للتعليق على مستويات الأسعار. وتراجع سعر النفط في بورصة لندن إلى ما دون عتبة المئة دولار للبرميل بعد سلسلة من العوامل في الأسابيع الماضية، من بينها وفرة العرض وتردد الطلب، على رغم التوترات الجيوسياسية المتزايدة. وتراجع سعر «برنت» إلى 99.99 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 24 حزيران (يونيو) 2013. وواصل السعر تراجعه ليسجل أدنى مستوياته منذ ذلك التاريخ عند 99.76 دولار للبرميل. كما خسر المؤشر الأوروبي للنفط الخام أكثر من 13 في المئة منذ 19 حزيران عندما سجل أعلى مستوياته في تسعة أشهر عند 115.71 دولار في خضم الأزمة العراقية. إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن شركة «ينبع أرامكو سينوبك للتكرير» (ياسرف) بدأت هذا الشهر التشغيل التجريبي في مصفاتها التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يومياً. وأشار مصدر إلى أن المصفاة تلقت كميات من الخام العربي الخفيف. وستكرر لاحقاً الخام العربي الثقيل من حقل المنيفة السعودي وتنتج 90 ألف برميل يومياً من البنزين و263 ألفاً من الديزل المنخفض الكبريت ومنتجات أخرى. وتضم «ياسرف» وحدات من بينها وحدة تكسير ووحدتان للمعالجة بالهيدروجين وأخرى للتهذيب بالحفز المستمر. ويتماشى توقيت إجراء التجارب مع الجدول الزمني المنشور على موقعها الإلكتروني، إذ من المقرر تصدير الشحنة الأولى من المنتجات المكررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. ورأت مصادر إمكان تصدير الشحنة قبل النصف الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) وسيتوقف ذلك على مدى سلاسة تجارب التشغيل. ومن موسكو، نشرت صحيفة «فيدوموستي» أمس، أن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، صرح بأن شركة «روسنفت» التابعة للدولة والتي تحتاج تمويلاً لخدمة ديونها الضخمة قد تحصل على 1.5 تريليون روبل (40.6 بليون دولار) من خزينة الدولة. والشهر الماضي أفاد مصدر حكومي بأن رئيس الشركة إيغور سيتشين طلب 1.5 تريليون روبل من صندوق الصحة الوطني، أحد صناديق الثروة السيادية في روسيا، لمساعدة الشركة على مواجهة العقوبات الغربية بسبب سياسة موسكو في أوكرانيا. ووصف مسؤول لم تُكشف هويته، خطة سيتشين بأنها «مروعة»، واستبعد مصدر حكومي آخر تحدث لصحيفة «فيدوموستي» أن يُقر ميدفيديف الطلب. إلا أن رئيس الوزراء أخبر الصحيفة بأن «روسنفت» التي تستحوذ على 40 في المئة من إنتاج النفط الروسي قد تحتاج مساعدة. وقال: «الرقم يبدو ضخماً، ولكن لا يجب الانتهاء من كل شيء في سنة واحدة. عقدت اجتماعاً لبحث برنامح روسنفت للاستثمار (...) يجب أن تحافظ الشركة على مستوى الإنتاج لأنها مصدر رئيس للدخل الضريبي (...) لذا علينا أن نحافظ على مستوى الاستثمار ونحن ندرس المتغيرات المختلفة وأشكال الدعم». في كردستان، أعلنت شركة «جينل إنرجي» لإنتاج النفط البدء في إعادة بعض موظفيها إلى مواقع غير منتجة في الإقليم مع تحسن الوضع الأمني في المنطقة. ولفتت إلى أن الإنتاج في حقليها الرئيسيين «طق طق» و «طاوكي» لم يتوقف، وزاد إلى متوسط نحو 234 ألف برميل يومياً منذ مطلع الشهر. وأشارت الشركة إلى أن متوسط الصادرات المنقولة عبر خط أنابيب من الحقلين بلغ 182 ألف برميل يومياً منذ مطلع الشهر بفضل أعمال تطوير خط الأنابيب الممتد إلى تركيا.