يبدي مدرب منتخب لبنان لكرة القدم الألماني ثيو بوكير إرتياحه لما آلت اليه أوضاع الفريق قبل أيام من اللقاء "المسمار" مع قطر في الدوحة الأربعاء 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في إطار الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل. ويصف بوكير الأيام العشرة التي أمضاها المنتخب في معسكر إستعدادي قبل التوجه إلى الدوحة ب"الممتازة"، فقد "إقترن الأمر مع تبديل الفندق الذي يسمح موقعه بوصول سهل إلى الملاعب وتفادي زحمة السير والتأخير. كما أن مجموعة اللاعبين منسجمة وملتزمة بالتعليمات ومؤمنة بالأهداف الموضوعة، وهذا وليد تراكم وتطور في السلوك والتفكير". لكن تبقى العقبة الدائمة أمام المنتخب هي أن غالبية الحصص التدريبية تجرى على عشب إصطناعي بينما المباريات الرسمية تُلعب على عشب طبيعي، فضلاً عن عدم خوض مباريات تحضيرية قوية، وقد ساهمت في ذلك الأوضاع الأمنية الأخيرة. ويذكّر بوكير بأن المباراة الودية الدولية أمام أستراليا كانت مفيدة للغاية قبل لقاء إيران في التصفيات، "وهذا ما إفتقدناه قبل مواجهة قطر على أرضها". فقد إكتفى المنتخب بلقاء تشكيلة من أجانب الدوري اللبناني، كانت جيدة عموماً، وفاز بها بهدفين سجلهما أحمد زريق وعباس عطوي. وحض بوكير لاعبيه على إعتماد التلقائية في الأداء، وإعتبرها مباراة "تكتيكية طبقنا فيها بعضاً مما يجب تقديمه أمام قطر. وعلى اللاعبين عدم فقدان التركيز وتجاوز الإرباك الدفاعي وإعتماد سرعة التحرّك ونقل الكرة وتمريرها دائماً". وإلى إستحقاق التصفيات، ينتظر المنتخب إستحقاق بطولة غرب آسيا الشهر المقبل في الكويت، ثم تصفيات الكأس القارية. من هنا، يدعو بوكير إلى العمل بطريقة صحيحة تضع في الإعتبار إيلاء الإهتمام بمنتخبي دون ال22 سنة ودون ال19 سنة، سعياً لإعداد البدلاء المناسبين لكل المراكز. ويوضح أنه قدّم وفريق عمله أفكاراً بهذا الشأن لتطويرالمستوى العام، لافتاً إلى أن السرعة والأداء العام بات متفاوتاً جداً بين لاعبي المنتخب ولاعبي الفرق الأخرى، وهذا ما يتضح جلياً من خلال مباريات الدوري، وهذه نقطة ضعف من دون شك. وبرى بوكير أن حظوظ لبنان وقطر في مباراة الأربعاء متساوية، علماً أنه لا يمكن المقارنة أبداً بين مستوى الكرة في البلدين نظراً لفارق الإمكانات على صعيد الإنشاءات والمرافق والتسهيلات والتجهيزات، فضلاً عن وجود مدربين محترفين في الفرق القطرية وستة لاعبين محترفين في كل نادٍ. ويضيف متابعاً: "أنا متفائل ونستطيع أن نقلب الطاولة ونؤجج المنافسة في المجموعة على الأقل على البطاقة الثالثة. وبعد أن خسرنا في ظروف غير مبررة وأضعنا 3 نقاط على أرضنا، وذلك أصبح من الماضي، إن الفوز متاح أمامنا". ويلخّص بوكير المرحلة المقبلة بأنها "أنطلقت"، إذ ينظر إلى المعسكر والمباراة المرتقبة في الدوحة بعين ترنو إلى تحقيق أفضل نتيجة، ويتطلّع بالعين الأخرى إلى ما سيلي. ويقول: "في حال خسرنا لا سمح الله، نبقى فخورين بما تحقق بعد مسيرة 15 شهراً. وسيكون علينا أن نبرهن أننا كنا جديرين بموقعنا، بل علينا العمل للتطوير والتحضير للمستقبل وفق أدوات وبرنامج وخطة راسخة تبقى من إختصاص الاتحاد. فهو صاحب القرار ليعلن أي كرة قدم يريد". ويوضح جازماً: "أنا لا أضغط, بل أقترح وأنصح من منطلق الحرص على إستثمار ما تحقق".