سيوضح اللقاء مع أوزبكستان اليوم إذا كان منتخب لبنان خسر أمام نظيره القطري فعلاً بالحظ أم لا. خصوصاً أن الموقعة صعبة، باعتبار أن «الضيوف» يمتازون بالفنيات العالية والتكتيك المتقدم، وبالبنية القوية والسرعة، وكانوا سجلوا إصابة صحيحة في مرمى إيران ولم تحتسب. وعلى المدير الفني لمنتخب لبنان الألماني ثيو بوكير اعتماد أساليب وتكتيكات مختلفة عن السابق، بل إن تكتيك اللعب أمام أوزبكستان ينبغي أن يختلف عنه أمام المنتخبات الخليجية عموماً. والمطلوب اعتماد التكتيك عينه الذي اعتمده أمام كوريا الجنوبية يوم فاز لبنان 2-1، ومن الضروري تنشيط خط الوسط لتفادي الأخطاء التي وقع بها أمام قطر. كما أن الضغط المباشر على المرمى الأوزبكستاني ضروري منذ الدقيقة الأولى، ومحاولة إبقاء الكرة في منطقة الفريق المنافس، وعدم إراحة لاعبيه حين يسيطرون على الكرة. في مقابل أن يكون أصحاب الأرض متقاربين طولاً وعرضاً دفاعاً ووسطاً وهجوماً، وتجنّب الصراعات الفردية لكون اللاعب الأوزبكستاني أقوى جسدياً. كما يستحسن بقاء الدفاع اللبناني يقظاً في منطقته وإجادة التغطية السريعة. وعموماً يضع بوكير ونظيره الأوزبكي قاسيموف نصب أعينهما التعويض اليوم، وهذا ما أكداه أمس خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة. وأوضح بوكير أن الخسارة أمام قطر بهدف من دون ردّ محزنة، و«جاءت عموماً عكس المجريات الميدانية والمطلوب المثابرة والمحافظة على الحافز المناسب، لا بل تجديده، لمجاراة منتخب أوزبكستان والتفوق على أرضنا، على رغم أنهم أفضل فنياً وبدنياً من القطريين». وتوقع بوكير مباراة صعبة «لكننا جاهزون»، مؤكداً أن الانسجام موجود في صفوف فريقه وكانت المشكلة الوحيدة أخيراً الخسارة أمام قطر، لافتاً إلى أهمية التعاطي المناسب مع ظروف المباراة والتحقق من الأمور قبل إطلاق الأحكام، بعكس القاعدة السائدة أن الفريق جيد عندما يفوز وسيئ عندما يخسر، مذكراً بجملة عوامل طبعت أداء المنتخب اللبناني وعروضه ما أهله لبلوغ الدور الحاسم، لكن الواقعية مطلوبة دائماً. كما شدد بوكير على أن خياراته في تسمية التشكيلة تستند إلى اعتماد العناصر الأكثر جهوزاً وقابلية في مراكزها، ولا مفاضلة في غير ذلك. من جهته، أكد قاسيموف أن منتخبه المكتمل الصفوف مصمم على الفوز، وقال: «كنا الأفضل فنياً وأداء أمام إيران في طشقند، لكن خطفت منا النقاط الثلاث. سنعمل على ألا يتكرر ذلك. جئنا إلى بيروت للفوز واستئناف المسيرة». وأضاف: «صحيح أنني تسلّمت مهماتي قبل ثلاثة أيام فقط، لكن اللاعبين متعاونون. وركزت والجهاز الفني على الإعداد الذهني لإخراجهم من الإحباط وأجواء الخسارة أمام إيران. ولن نخيّب ظن جمهورنا». وأسف قائد منتخب لبنان يوسف محمد على الخسارة. وقال: «على الأقل كان التعادل منصفاً. نحن الآن أمام مرحلة جديدة وفرصة جديدة وآمل أن نحقق المبتغى على غرار ما حصل في الدور الثالث من التصفيات، إذ بعد إخفاقنا في سيول عوّضنا تدريجاً بدءاً من فوزنا بعد أيام على الإمارات 3-1 في بيروت». ونوّه محمد بفنيات المنتخب الأوزبكي الذي يضم محترفين جيدين في أندية خارجية خصوصاً في روسيا، ونتائجه السابقة تؤكد علو كعبه، لكن الفيصل دائماً يبقى في الدقائق ال90. كما ناشد محمد «الجمهور الوفي بالحضور بكثافة والمؤازرة وهذا عهدنا به وقد لعب الدور الأساس في بلوغنا هذه المرحلة المتقدمة»، على رغم أن توقيت المباراة غير مناسب بالنسبة إلى كثيرين، معاهداً على بذل كل الجهود للفوز. في المقابل، جزم قائد أوزبكستان سرفر دجباروف بإن فريقه قادر على تحقيق المطلوب والتأهل إنطلاقاً من مباراة اليوم.