فيما استمرت المعارك والاشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة في دمشق وحلب وحمص تصاعد التوتر على الحدود السورية - الاسرائيلية والحدود السورية - التركية. اذ قتل 26 عنصراً على الاقل من القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين امس في اشتباكات دارت بين الطرفين قرب مركز حدودي مع تركيا في شمال شرق سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «قتل على الاقل 10 مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة و16 عنصراً من القوات النظامية جراء اشتباكات في بلدة رأس العين» ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة. في موازاة ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة مورتر أطلقت من سورية سقطت في مرتفعات الجولان امس. وقال مصدر في الجيش الإسرائيلي إن قذيفة المورتر سقطت في قرية إسرائيلية ولم تنفجر. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار. وقال ناطق باسم الجيش إن بضع قذائف مورتر أطلقت كلها بطريقة عشوائية ولم توجه إلى أهداف إسرائيلية. وكانت ثلاث دبابات سورية قد دخلت المنطقة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل يوم السبت وطلبت إسرائيل من مجلس الأمن الدولي التحرك تجاه ما وصفته بأنه «تصعيد خطير». وأصابت رصاصة سورية طائشة مركبة عسكرية إسرائيلية كما سقط عدد من قذائف المورتر في المنطقة منزوعة السلاح وانفجر لغم أرضي بسبب رصاص طائش مما تسبب في اندلاع حريق صغير. وقال الناطق باسم الجيش إن كل هذه الحوادث لا تستهدف إسرائيل. وحذر قائد الجيش الاسرائيلي بيني جانتز الأحد قواته في مرتفعات الجولان قائلاً: «هذا شأن سوري قد يصبح شأننا». يأتي ذلك فيما قال نشطاء في المعارضة السورية إن مسلحي المعارضة هاجموا حواجز للجيش في حي ميدان في قلب دمشق امس لتخفيف الضغط على معاقل المعارضة في ريف دمشق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي. وأضاف النشطاء أن قوات النظام ردت بقصف منطقة تجارية وسكنية مكتظة بالسكان خارج أسوار البلدة القديمة مباشرة مما أدى إلى مقتل امرأة من المارة وعامل في مغسلة للسيارات. وقال التلفزيون السوري إن «إرهابيين» أطلقوا قذيفة مورتر على الحي فقتلوا امرأة وأصابوا ثلاثة أشخاص. وهذا هو أول اشتباك خطير في حي ميدان منذ أن اجتاحت قوات النظام المنطقة في تموز (يوليو) الماضي في هجوم بالمدرعات وطردت المعارضة من مواقعها في وسط دمشق. وقال ناشط من المعارضة في العاصمة إن مسلحي المعارضة أطلقوا قذائف صاروخية وفتحوا نيران بنادق آلية على حواجز طرق وعلى مواقع أخرى للجيش وقوات الأمن تحيط المنطقة. وقال الناشط: «بدأت خلايا المعارضة الكامنة في دمشق التحرك لتخفيف الضغط على مناطق التضامن والقدم والحجر الأسود». وكان المعارض يشير إلى أحياء سنّية للطبقة العاملة تقع في جنوبدمشق حيث يهاجم مسلحون قوات النظام رغم التدمير الناجم عن الغارات الجوية والقصف. وأسفر القتال الذي احتدم في الأسابيع القليلة الماضية عن سقوط مئات القتلى والجرحى وسلط الضوء على العنصر الطائفي في الانتفاضة التي يغلب عليها السنّة ضد النظام المنتمي للطائفة العلوية. ونفذ مسلحو المعارضة هجمات بالقنابل هذا الأسبوع في منطقتين على الأقل من مناطق العلويين واغتالوا شخصيتين من الشخصيات المقربة من الحكومة. وشهد عدد من احياء دمشق امس معارك وعمليات قصف، كما ذكر المرصد السوري، موضحاً ان عدة قذائف سقطت صباحاً على حيي الميدان ونهر عيشة. كما تحدث عن معارك في حي المزة. من جهة اخرى، تحدث المرصد عن مقتل تسعة اشخاص في سورية اليوم بينهم مدنيان في قصف على بلدة الحولة في ريف حمص وسط البلاد ليلا وسبعة من مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع الجيش السوري في ريف درعا (جنوب) ومدينة حلب (شمال). وليلاً قصف الطيران الحربي شمال غرب حلب كبرى المدن في الشمال، كما ذكر سكان في المدينة ل «فرانس برس»، مشيرين الى قصف بمدفعيات الدبابات ايضاً.