استنكر فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أمس محادثات فصائل المعارضة السورية في قطر سعياً لتوحيد صفوفها وتشكيل جبهة مشتركة ضد النظام السوري. وقال المقداد للصحافيين في العاصمة السورية دمشق إن المحادثات تديرها قوى أجنبية لتصعيد الأزمة في سورية. ورفض المسؤول السوري محاولات توحيد جماعات المعارضة في الخارج مع قوى المعارضة المسلحة التي تقاتل داخل سورية. وقال إن حكومة دمشق لا يمكن أن تأخذها على محمل الجد. وأضاف المقداد: «نضحك عندما ننظر إلى هذه المؤتمرات التي تعقدها الولاياتالمتحدة ومن خلفها إسرائيل لهذه المعارضة فهي تؤيد هذا الطرف هذا اليوم وتنتقل لتلغي هذا الطرف وتوجد أطرافاً جديدة. عندما تخضع هذه المعارضات إلى أهواء إسرائيل وأهواء الولاياتالمتحدة الأميركية وأهواء الدول الغربية المعادية لشعب سورية فإن ذلك يعطي الأهداف الأساسية والحقيقية من خلف تظاهرات من هذا النوع لا تساهم إلا في تأجيج الأوضاع في سورية». وقال المقداد إن الرئيس بشار الأسد وجد بالفعل حلاً لإنهاء الأزمة بالدعوة لحوار وطني تشارك فيه كل الأطراف. وأضاف: «الحل في سورية تم تحديده منذ وقت طويل من قبل سيادة الرئيس بشار الأسد وهو أن تأتي كل هذه الأطراف إلى الحوار الوطني بدلاً من أن تجلس في فنادق». وتسببت الانقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين وكذلك الخلافات بين المعارضة في الداخل والخارج في إحباط محاولات سابقة لتوحيد المعارضة. ودعت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي إلى تعديل شامل في قيادة المعارضة، قائلة إن الوقت قد حان لضم هؤلاء الذين يقفون على «الخطوط الأمامية ويقاتلون ويموتون». وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الاجتماع في قطر سيكون فرصة لتشكيل معارضة تحظى بمصداقية. إلى ذلك أوضح المقداد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن التسهيلات التي تقدمها سورية لمنظمات الأممالمتحدة العاملة في الشؤون الإنسانية في سورية واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري هي نموذج للتعاون من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن السكان، معرباً عن استعداد دمشق التام للتعاون مع كل جهد مخلص يهدف إلى «توفير المساعدات لجميع المواطنين السوريين داخل الأراضي السورية لأهداف إنسانية محضة بعيداً عن تحقيق أجندات سياسية لا علاقة لها بمصالح السوريين»، مشيراً إلى أن ما يعيق الجهود المشتركة في تنفيذ خطة الاستجابة هو ضعف التمويل. من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن القضية الأساسية في الأحداث الجارية بسورية «تتلخص في التدخل الخارجي وتقديم الدعم للمجموعات المسلحة وتشجيع أميركا والكيان الإسرائيلي على ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري واستهداف الحكومة السورية في محاولة للقضاء على خط المقاومة». وقال عبد اللهيان في تصريحات له أمس: «إن سورية قطعت شوطاً في محاربة الإرهاب والحيلولة دون التدخل الأجنبي وإنجاز إصلاحات سياسية ودعمها للأمن فيها. وحذر مساعد وزير الخارجية الإيراني من «الآثار الكارثية» لانتقال الأزمة في سورية إلى دول الجوار على أمن المنطقة، لافتاً إلى المبادرات التي قدمتها إيران والجهود التي يقوم بها المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي. وأشار إلى أن لدى إيران توجهات جادة للعمل على إطلاق الحوار الوطني بين ممثلي كل أطياف الشعب السوري بعد وقف العنف في سورية في شكل كامل من أجل المساعدة في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.