قال المبعوث الدولي العربي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي إنه سيحاول العمل على وقف القتال في عيد الأضحى خلال محادثاته مع المسؤولين السوريين والمعارضين في الداخل والفاعليات السياسية وذلك لدى وصوله دمشق أمس لبحث أفكار حول وقف القتال وبدء المشاورات السياسية من أجل إيجاد حل للأزمة المستفحلة. وقال الإبراهيمي للصحافيين بمطار دمشق إن «المحادثات حول الأوضاع في سورية ستشمل الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني». وأضاف: «سنتحدث عن الحاجة إلى وقف العنف الجاري وحول ما إذا كان ممكناً وقف إطلاق النار في عيد الأضحى». وكان في استقبال الإبراهيمي في مطار دمشق الدولي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومختار لماني مدير مكتب الاتصال الأممي التابع للإبراهيمي في دمشق. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي اليوم مع وزير الخارجية وليد المعلم، على أن يعقد لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد في وقت لاحق. وكان الناطق باسم الإبراهيمي أحمد فوزي قال إن الموفد الدولي سيلتقي الأسد في وقت «قريب جداً جداً»، لكن «ليس السبت». واعتبر الإبراهيمي في عمان التي زارها أول من أمس أن اقتراحه وقفاً لإطلاق النار في عيد الأضحى الذي يبدأ في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، قد يشكل منطلقاً لعملية سياسية تضع حداً للنزاع السوري المستمر منذ 20 شهراً. وقال اثر محادثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة: «في حال تم وقف القتال وتنفيذ هدنة اعتقد أننا سنستطيع أن نبني عليه هدنة حقيقية لوقف إطلاق النار ولعملية سياسية تساعد السوريين على حل مشاكلهم وإعادة بناء سورية الجديدة التي يتطلع إليها شعبها». لكن الموفد الدولي حذر من استمرار الأزمة قائلاً: «إذا استمرت الأزمة، فإنها لن تبقى داخل سورية. ستؤثر في المنطقة برمتها». وتقول دمشق إنها مستعدة لمناقشة عرض الإبراهيمي بينما تقول المعارضة إنها ترحب بأي هدنة لكنها تشدد على أن يوقف النظام السوري أولاً عمليات القصف. وأعلنت جماعة معارضة تطلق على نفسها اسم القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سورية في تسجيل فيديو أنها مستعدة لقبول وقف إطلاق النار بشرط أن تفرج الحكومة السورية عن المحتجزين بخاصة النساء وترفع الحصار عن مدينة حمص. كما طالبت بوقف الهجمات الجوية وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية وألا يستغل جيش النظام الهدنة ليعزز مواقعه. وأيدت إيران أيضاً الدعوة إلى وقف إطلاق النار لكنها أضافت أن المشكلة الرئيسية في سورية هي التدخل الأجنبي في إشارة إلى دعم دول الخليج والولايات المتحدة ودول غربية أخرى وتركيا لقوات المعارضة. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله: «نرى أن فرض وقف فوري للنيران خطوة مهمة لمساعدة الشعب السوري». وأضاف: «سورية اتخذت خطوات مهمة ضد الإرهاب والتدخل الأجنبي وتواصل العمل على الإصلاح السياسي وأمن البلاد». وعلى رغم التصريحات الإيجابية التي ترددت على لسان مؤيدي الأطراف المتحاربة يبدو أن مهمة التوصل إلى هدنة موقتة صعبة مع احتدام القتال الذي سقط فيه أكثر من 30 ألف قتيل. واعتبرت فرنسا أن شروط وقف إطلاق النار «لم تتوافر بعد». وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في تصريح صحافي إن «الدعوة إلى وقف إطلاق نار اليوم فيما شهدنا لتونا هذا القصف وهذه الحصيلة الرهيبة يظهر جيداً أن شروط وقف إطلاق نار وتطبيقه واحترامه غير متوافرة»، وذلك في إشارة إلى القصف على معرة النعمان الذي أودى بحياة العشرات. وأضاف «نأمل بإمكانية تغير هذا الوضع». ورداً على سؤال حول مهمة الإبراهيمي في دمشق قال «انه هدف جدير بالثناء». وأضاف «فلنأمل أن يتمكن من إقناع الطرفين». وانهار وقف سابق لإطلاق النار في نيسان (أبريل) بعد أيام معدودة من تنفيذه وتبادل الجانبان الاتهامات. وتنحى المبعوث الدولي السابق كوفي أنان بعد ذلك بعدة أشهر معرباً عن خيبة أمله. وستطبق الهدنة ذاتياً من دون مراقبة في حالة تطبيقها. ووصل الإبراهيمي إلى دمشق بعد جولة إقليمية في الدول التي تلعب دوراً في الأزمة، وهى مصر وتركيا والسعودية وإيران والعراق ولبنان والأردن.